كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

ادعى (¬1) فرعون، فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار من هذا؟ وكلاهما (¬2) عنده مخلوق، ووافقه أبو عبيد (¬3) على مثل هذا (¬4) واستحسنه [وأعجبه] (¬5).
وغاية ما يعاب به عندكم أنَّه نفي عن الله معنى آخر يثبتونه (¬6) له، وذاك (¬7) المعنى أكثر الناس لا يتصورونه، لا المعتزلة (¬8) ولا غيرهم، فضلًا عن أن يحكموا عليه بأنه مخلوق، وذلك المعنى لا يتصور أن يقوم بالشجرة ولا غيرها، حتَّى تكون الشجرة هي القائلة له، والسلف لم يعيبوهم (¬9) بهذا، ولا قالوا لهم ما ذكرتم أنَّه مخلوق، فهو مخلوق لكن ثم (¬10) معنى آخر ليس بمخلوق، ولا قالوا هذا الَّذي قلتم إنه مخلوق،
¬__________
(¬1) في س: ما الدعي.
(¬2) في س، ط: وكلامهما.
وتقدم في غير هذا الموضع في النسختين كما هو مثبت. راجع 278، وفي خلق أفعال العباد: وكلًّا منهما.
(¬3) في خلق أفعال العباد: فأخبر بذلك أبو عبيدة. وكذا في جميع النسخ في الموضع المشار إليه في الحاشية السابقة.
(¬4) على مثل هذا: ساقطة من: خلق أفعال العباد. وساقطة من جميع النسخ في الموضع المشار إليه في ص: 278.
(¬5) ما بين المعقوفتين زيادة من: خلق أفعال العباد.
وفي جميع النسخ بياض بعد كلمة "استحسنه" بقدر كلمتين. ولعله ما أثبت.
(¬6) في الأصل: يثبتون. والمثبت من: س، ط. وهو ما يناسب السياق.
(¬7) في س، ط: وذلك.
(¬8) بل إن محل النزاع بين المعتزلة والأشاعرة هو نفي المعنى القائم بالنفس وإثباته فالمعتزلة ينكرونه ولا يثبتونه.
ولذا نجد الإيجي في "المواقف" ص: 294، بعد أن ذكر مذهب المعتزلة في كلام الله، وبين أنَّه لا نزاع بينهم وبين المعتزلة إلَّا في المعنى القائم بالنفس يقول: ". . وما نقوله من كلام النفس فهم ينكرون ثبوته. . ".
(¬9) في الأصل: لا يعيبونهم. والمثبت من: س، ط.
(¬10) ثم: ساقطة من: س.

الصفحة 688