كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

ولا يمكن أحد (¬1) أن يفعل ذلك بحق، فإن البديهيات (¬2) لا تكون باطلة، بل القدح فيها سفسطة، وهم دائمًا ينكرون على غيرهم من (¬3) يخالف (¬4) ما هو دون هذا، كما سننبه على بعضه.
الوجه السادس والثلاثون:
أن يقال: إما أن يكون (¬5) أقمت دليلًا على كونه قديمًا واحدًا ليس بمتغاير ولا مختلف أولم تقم، فإن لم تقم بطل ذلك ذلك، وإن أقمت دليلًا فلا ريب أنه نظري إذ ليس من الأمور البديهية (¬6) الضرورية، والعلم بأن الواحد الذي ليس فيه تغاير ولا اختلاف لا يكون حقائق مختلفة ولا موصوفًا بأوصاف مختلفة أو متضادة هو من العلوم (¬7) البديهية (¬8) الضرورية، والضروري لا يعارض النظري؛ لأن الضروري أصله فالقدح فيه قدح في أصله [وبطلان أصله] (¬9) يوجب بطلانه في نفسه.
فعلم أن معارضة الضروري بالنظري يوجب بطلان النظري، وإذا بطل النظري المعارض لهذا الضروري لم يكن البتة دليلًا صحيحًا وهو المطلوب.
¬__________
(¬1) في الأصل: أحدًا. والمثبت من: س، ط.
(¬2) في س، ط: البديهات.
(¬3) من: ساقطة من: ط.
(¬4) في س، ط: مخالفتهم.
(¬5) في ط: تكون.
(¬6) في س: البديهة.
(¬7) في الأصل، س: المعلوم. والمثبت من: ط.
(¬8) في س: البديهة.
(¬9) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.

الصفحة 712