كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

إلى إبطال التجسيم (¬1)، وإيضاح تقدس الرب عن التبعيض والتأليف والتركيب (¬2) ".
فيقال له: هذا (¬3) بعينه وارد عليك فيما أثبته من المعنى (¬4) القائم بالذات، فإن الذي نعلمه (¬5) بالضرورة في الحروف يعلم (¬6) نظيره بالضرورة في المعاني، فالمتكلم منا إذا تكلم بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) فهو بالضرورة ينطق بالاسم الأول لفظًا ومعنى قبل (¬7) الثاني، فيقال في هذه المعاني نظير ما قاله في الحروف، فيقال من اعترف بأن معنى (¬8) الرحمن الرحيم بعد معنى بسم الله وادعى (¬9) أن هذا المعنى لا أول (¬10) له فقد خرج عن المعقول إلى جحد (¬11) الضرورة.
وإن زعم أن الرب تكلم بمعاني الحروف دفعة واحدة من غير تعاقب ولا ترتيب قيل له:
معاني الحروف حقائق مختلفة لا شك في اختلافها فإن المعنى القائم بنفس المتكلم المفهوم من {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬12) ليس هو المعنى
¬__________
(¬1) في س: التجسم.
(¬2) في الأصل: في التركيب. وأثبت ما يستقيم به الكلام من: س، ط، والأسنى.
(¬3) في س: لهذا.
(¬4) في س: من المعاني المعنى. وفي ط: من المعاني وهو المعنى.
(¬5) في س: يعلمه.
(¬6) في ط: نعلم.
(¬7) في الأصل: قيل. وأثبت المناسب للسياق من: س، ط.
(¬8) في س، ط: معنى اسم.
(¬9) في س: الدعي.
(¬10) في س: لأول.
(¬11) في س: أجحد.
(¬12) سورة الفاتحة، الآية: 1.

الصفحة 735