كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

فصل: الباري متكلم آمر ناهٍ مخبر واعد متوعد (¬1)، وقد قدمنا في خلال (¬2) إثبات أحكام الصفات المعنوية، الطريق (¬3) إلى إثبات العلم بكون الرب تعالى متكلمًا (¬4) عند إسنادنا (¬5) نفي النقائض إلى السمع، وتوجيهنا (¬6) على أنفسنا السؤال عما ثبت بالسمع (¬7).
قال (¬8): فإذا صح (¬9) كون الباري متكلمًا، فقد آن أن نتكلم في صفة كلامه:
فاعلموا -وقيتم (¬10) البدع- أن (¬11) من (¬12) مذهب أهل الحق: أن الباري تعالى متكلم بكلام أزلي، لا مفتتح لوجوده.
وأطبق المنتمون إلى الإسلام على إثبات الكلام، ولم يَصِر منهم صائر إلى نفيه، ولم ينتحل أحد منهم (¬13) في كونه متكلمًا نحلة نفاة الصفات في كونه عالمًا قادرًا حيًّا.
ثم ذهبت المعتزلة، والخوارج، والزيدية، والإمامية، ومن
¬__________
(¬1) في الإرشاد: متواعد.
(¬2) في جميع النسخ: خلل. وأثبت ما رأيته مناسبًا من: الإرشاد.
(¬3) في ط: أن الطريق.
(¬4) في الإرشاد: متكلم.
(¬5) في س، ط: أستاذنا. وهو خطأ.
(¬6) في الأصل: توجهنا. وأثبت المناسب من: س، ط، والإرشاد.
(¬7) في الإرشاد: يثبت للسمع.
(¬8) قال: إضافة من الشيخ -رحمه الله- والكلام متصل بما قبله في "الإرشاد".
(¬9) في الإرشاد: وضح.
(¬10) في جميع النسخ: أوقيتم. ولعل الصواب ما أثبت من: الإرشاد.
(¬11) أن: ساقطة من: س.
(¬12) من: ساقطة من: ط.
(¬13) منهم: ساقطة من: الإرشاد.

الصفحة 753