كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

وغرضنا من إيضاح الحق والرد على منكريه (¬1) لا يتبين إلا بعد عقد فصول في ماهية (¬2) الكلام وحقيقته شاهدًا، حتى إذا وضحت الأغراض منها انعطفنا بعدها إلى مقصدنا، وقد التزمنا التمسك بالقواطع في هذا المعتقد على صغر حجمه، وآثرنا إجراءه (¬3) على خلاف ما صادفنا (¬4) من معتقدات الأئمة (¬5)، و [هذا الشرط] (¬6) يلزمنا طرفًا (¬7) من البسط في مسألة الكلام، وها نحن خائضون فيه.
ثم تكلم في حد الكلام (¬8)، ثم تكلم في أن المتكلم من قام به الكلام لا من فعله (¬9)، ثم بنى على ذلك أنه لا بد أن يكون الكلام قائمًا به، ثم قال (¬10):
وإذا تقرر ذلك ترتب عليه استحالة كونه حادثًا لقيام (¬11) الدليل على استحالة قبوله للحوادث، ولا يبقى بعد هذه (¬12) الأقسام إلا مذهب أهل الحق في وصف الباري تعالى بكونه متكلمًا بكلام قديم أزلي:
فقد بين أن ذلك مبني على أنه يستحيل قيام الحوادث به، وكان قد
¬__________
(¬1) في الإرشاد: متنكبية.
(¬2) في جميع النسخ: مائية. وهو تصحيف. والمثبت من: الإرشاد.
(¬3) في س: أجداه. وهو تصحيف.
(¬4) في الأصل: صدفنا. وأثبت المناسب من: س، ط، والإرشاد.
(¬5) في الأصل: الأمة. والمثبت من: س، ط، والإرشاد.
(¬6) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والإرشاد.
(¬7) في الإرشاد: طرقًا.
(¬8) انظر: الإرشاد -للجويني- ص: 102.
(¬9) انظر: الإرشاد -للجويني- ص: 109.
(¬10) في الإرشاد: ص: 118.
(¬11) في الإرشاد: بقيام.
(¬12) في الإرشاد: بعد بطلان هذه. .

الصفحة 755