كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

ذكر هذه المسألة قبل ذلك فقال (¬1):
فصل: مما يخالف الجوهر فيه (¬2) حكم الإله: قبول الأعراض، وصحة الاتصاف بالحوادث، والرب -سبحانه وتعالى- متقدس (¬3) عن قبول الحوادث:
قال (¬4): وذهبت الكراميّة إلى أن الحوادث تقوم بذات الإله (¬5) -تعالى عن قولهم- ثم زعموا أنه لا يتصف بما يقوم به من الحوادث.
قال (¬6): وصاروا إلى جهالة لم يسبقوا إليها، فقالوا: القول الحادث يقوم بذات الرب -سبحانه وتعالى- وهو غير قائل به، وإنما هو قائل بالقائلية (¬7).
وحقيقة أصولهم (¬8) أن أسماء الرب لا يجوز أن تتجدد (¬9)، وكذلك (¬10) وصفوه بكونه تعالى خالقًا في الأزل، فلم (¬11) يتحاشوا من قيام الحوادث به، وتنكبوا إثبات وصف جديد له ذكرًا وقولًا.
¬__________
(¬1) الإرشاد -للجويني- ص: 44 - 46.
(¬2) في جميع النسخ: في. ولعل ما أثبت من: "الإرشاد"، و "درء تعارض العقل والنقل -لابن تيمية- 2/ 194 "يكون مناسبًا".
(¬3) في الإرشاد: بتقديس.
(¬4) قال: إضافة من الشيخ -رحمه الله- والكلام متصل بما قبله في: الإرشاد.
(¬5) في الإرشاد: الرب.
(¬6) قال: إضافة من الشيخ. والكلام متصل بما قبله.
(¬7) في جميع النسخ: بالقابلية. وكذا في النسخ (م) (ق) (ص:) (ط) من درء تعارض العقل والنقل -لابن تيمية- والمثبت من: الإرشاد- وما اعتمده محقق الدرء 2/ 194.
(¬8) في الإرشاد: أصلهم.
(¬9) في الأصل: تتحد. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط، والإرشاد.
(¬10) في الإرشاد: ولذلك.
(¬11) في الإرشاد: ولم.

الصفحة 756