كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

جنس من الأعراض وعن (¬1) جميع أضداده إن كانت له أضداد، فإن (¬2) كان له ضد واحد لم يخل الجوهر عن أحد الضدين، فإن قدر عرض لا ضد له لم يخل الجوهر عن قبول واحد من جنسه.
قال (¬3): وجوزت الملحدة خلو الجواهر عن جميع الأعراض، والجواهر في اصطلاحهم تسمى الهيولى (¬4) والمادة، والأعراض تسمى الصور، وجوز الصالحي (¬5) -الخلو عن جملة الأعراض ابتداء،
¬__________
(¬1) عن: ساقطة من: س.
(¬2) في الإرشاد: وإن.
(¬3) قال: إضافة من الشيخ، والكلام متصل بما قبله في الإرشاد.
(¬4) الهيولى: لفظ يوناني بمعنى: الأصل والمادة.
وفي الاصطلاح هي: جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفصال، محل للصورتين الجسمية والنوعية.
انظر: التعريفات -للجرجاني- ص: 257. والمعجم الفلسفي -لجميل صليب - 2/ 536.
ومادة الشيء: أصوله وعناصره التي يتركب منها حسية كانت أو معنوية.
وللمادة في اصطلاح الفلاسفة عدة معان يمكن الاطلاع عليها في المعجم الفلسفي -لجميل صليبا- 2/ 306 - 308.
والصورة: ما تنتفش به الأعيان وتميزها عن غيرها (الشكل الذي يحدد الشيء) ولها عدة إطلاقات، ذكرها أبو البقاء الكوفي في "الكليات" 3/ 114، 115.
(¬5) هو: أبو الحسين صالح بن عمرو الصالحي، إليه تنسب "الصالحية" إحدى فرق المرجئة.
وقد ذكر الشهرستاني في "الملل والنحل" 1/ 145: أن الصالحي جمع القدر والإرجاء، وأنه انفرد عن المرجئة بأشياء، وكان يقول: الإيمان المعرفة بالله تعالى على الإطلاق، والكفر الجهل بالله على الإطلاق، وقول القائل إن الله ثالث ثلاثة ليس بكفر ولكنه لا يظهر إلا من كافر، والصلاة عنده ليست بعبادة الله، وأنه لا عبادة له إلا الإيمان به، وهو معرفته وهو خصلة واحدة لا تزيد ولا تنقص.
انظر: ما قاله في الجوهر وجواز تعريه عن الأعراض في مقالات الإسلاميين =

الصفحة 761