كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

ذلك وجعل ذلك من التوحيد، هو من قول أهل الباطل، فكيف بمن جعله أصل الدين، كما قال شيخ الإسلام (¬1):
"سمعت أحمد بن الحسن، أنبأ الأشعث، يقول: قال رجل لبشر بن أحمد أبي سهل الإسفرائيني: إنما أتعلم الكلام لأعرف به الدين. فغضب، وسمعته قال: أو كان السلف من علمائنا كفارًا؟ ".
وقال أبو عمر بن عبد البر (¬2): "الذي أقول: إنه إذا نظر إلى إسلام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وسعيد وعبد الرحمن، وسائر (¬3) المهاجرين والأنصار، وجميع الوفود الذين دخلوا في دين الله أفواجًا، علم أن الله -عزَّ وجلَّ- لم يعرفه واحد منهم إلّا بتصديق النبيين وبأعلام (¬4) النبوة ودلائل الرسالة، لا من قبل حركة ولا سكون (¬5)، ولا من باب البعض والكل (¬6)، ولا من باب كان ويكون، ولو كان النظر في الحركة والسكون عليهم واجبًا، وفي الجسم ونفيه والتشبيه (¬7) ونفيه لازمًا ما أضاعوه، ولو أضاعوا الواجب لما (¬8) نطق القرآن بتزكيتهم وتقديمهم، ولا أطنب في مدحهم وتعظيمهم، ولو كان ذلك من علمهم (¬9) مشهورًا، ومن أخلاقهم معروفًا، لاستفاض عنهم واشتهروا به
¬__________
(¬1) في ذم الكلام -لأبي إسماعيل الهروي- مخطوط- الجزء السادس الطبقة الثامنة، اللوحة: 43.
وانظر: صون المنطق والكلام -للسيوطي- ص: 77.
(¬2) في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد -لابن عبد البر- 7/ 152.
(¬3) في التمهيد: وعلي وطلحة وسعد وعبد الرحمن وسائر. .
(¬4) في التمهيد: النبيين بأعلام.
(¬5) ولا مسكون: ساقطة: من التمهيد.
(¬6) في التمهيد: الكل والبعض.
(¬7) في س، ط: وفي التشبيه.
(¬8) في التمهيد: ما.
(¬9) في التمهيد: عملهم.

الصفحة 790