كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

فقال القرطبي (¬1) فيما ذكره من كلام ابن فورك: "فإن قيل: هذا (¬2) الذي قلتم يوجب أن تكون التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وسائر كتب الله شيئًا واحدًا، والرب تعالى قد أثبت لنفسه كلمات فقال (¬3): {مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} (¬4) وقال: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} (¬5) وقال: {وصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} (¬6).
قلنا: إن الرب سبحانه أثبت لنفسه كلمات، وأنزل الكتب كذلك، وسمى (¬7) نفسه بأسماء كثيرة، وأثبتها في التنزيل فقال: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (¬8)، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لله تسعة وتسعون (¬9) اسمًا" (¬10)، أفتقولون بتعدد المسمى لتعديد الأسامي؟ أو تقولون:
¬__________
(¬1) في هامش س: كلام ابن فورك في مسألة الكلام.
وقد أورده القرطبي في كتابه "الأسنى في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى" -مخطوط- اللوحة: 242.
(¬2) في الأسنى: هو.
(¬3) في س، ط: وقال.
(¬4) سورة لقمان، الآية: 27.
(¬5) سورة الأنعام، الآية: 115.
(¬6) سورة التحريم، الآية: 12.
(¬7) في الأسنى: سمى. بدون الواو.
(¬8) سورة الأعراف، الآية: 180.
(¬9) في الأصل: تسعين. والمثبت من: س، ط، والأسنى.
(¬10) الحديث بهذا اللفظ رواه مسلم عن أبي هريرة وتمامه ". . . من حفظها دخل الجنة، كان الله وتر يحب الوتر".
وفي رواية ابن عمر: "من أحصاها".
صحيح مسلم 4/ 2062 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار- باب في أسماء الله تعالى، وفضل من أحصاها، الحديث / 2677.
ورواه الإمام أحمد بلفظ: "لله تسعة وتسعون اسمًا" مع اختلاف يسير في باقي ألفاظ الحديث. المسند 2/ 214، 427.
وأخرجه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن =

الصفحة 804