كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

وذهب جمهور الأصحاب إلى أنه تعالى عالم بعلم واحد، قادر بقدرة واحدة، مريد بإرادة واحدة".
قال (¬1): واعلم أن القاضي أبا بكر عول في هذه المسألة على الإجماع، فقال: القائل قائلان: قائل يقول (¬2): الله تعالى عالم بالعلم، قادر بالقدرة. وقائل يقول: ليس الله عالمًا بالعلم، ولا قادرًا بالقدرة، وكل من قال بالقول الأول قال: إنه عالم بعلم واحد، قادر بقدرة واحدة، فلو قلنا: إنه -سبحانه (¬3) - عالم بعلمين أو أكثر، كان ذلك قولًا ثالثًا خارقًا للإجماع (¬4)، وإنه باطل.
قال (¬5): وأما الصعلوكي فهو مسبوق بهذا الإجماع، فيكون حجة عليه".
قلت: هذا الإجماع مركب من جنس الإجماع الذي احتج به الرازي (¬6) على قدم المعنى الذي ادعوه، فإنه (¬7) هو الكلام وليس في ذلك إجماع أصلًا، وإنما هو إجماع المعتزلة والأشعرية لو صح، فكيف وقد حكى أبو حاتم التوحيد (¬8)، عن الأشعري نفسه أنه كان يثبت [علومًا] (¬9)
¬__________
= -لكحالة- 6/ 184.
(¬1) قال: إضافة من الشيخ، والكلام متصل بما قبله في: نهاية العقول.
(¬2) في الأصل: يقول. وهو خطأ. والمثبت من: س، ط، ونهاية العقول.
(¬3) في الأصل: واحد سبحانه. والمثبت من: س، ط، ونهاية العقول.
(¬4) في نهاية العقول: خارجًا عن الإجماع.
(¬5) قال: إضافة من الشيخ. والكلام متصل بما قبله في: نهاية العقول.
(¬6) انظر هذا الإجماع الذي احتج به: الفخر الرازي، على قدم الكلام في: "نهاية العقول في دراية الأصول" الفصل الثاني من الأصل التاسع- اللوحة رقم: 130.
(¬7) في س، ط: إنه.
(¬8) ولعل ما في س الصواب. إذ لم أجد ترجمة لهذا الاسم فيما وقع تحت يدي من مراجع.
(¬9) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط. يقتضيها السياق.

الصفحة 839