كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

محدث، وهذه الألفاظ والأصوات ليست عندهم أمرًا ولا نهيًا، وإنما هي عبارة عنه".
قال: وكان ابن كلاب عبد الله بن سعيد القطان يقول: هي حكاية عن الأمر، وخالفه أبو الحسن الأشعري -رحمه الله- في ذلك، فقال: لا يجوز أن يقال: إنها حكاية، لأن الحكاية تحتاج أن تكون (¬1) مثل المحكي ولكن هو عبارة عن الأمر القائم بالنفس، وتقرر مذهبهم على هذا، فإذا كان [هذا] (¬2) حقيقة مذهبهم، فليس يتصور بيننا وبينهم خلاف في أن الأمر هل له صيغة أم لا؟ فإنه إذا كان الأمر عندهم هو المعنى القائم بالنفس، فذلك المعنى لا يقال: إن له صيغة، أو ليست له صيغة، وإنما يقال ذلك في الألفاظ" إلى آخر كلامه (¬3).
[و] (¬4) قال الشيخ أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي (¬5) الشافعي في كتابه الذي سماه (الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزامًا لذوي البدع والفضول): (وذكر اثني عشر (¬6) إمامًا وهم (¬7): الشافعي ومالك والثوري وأحمد والبخاري وابن عيينة (¬8) وابن المبارك والأوزاعي والليث بن سعد وإسحاق بن راهوية وأبو زرعة (¬9) وأبو حاتم.
¬__________
(¬1) في الدرء: إلى أن تكون.
(¬2) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والدرء.
(¬3) ويمكن الاطلاع عليه في: الدرء 2/ 108.
(¬4) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(¬5) في س، ط: الكرخي. وهو خطأ.
وتقدم التعريف به وبكتابه "الفصول في الأصول. . . " ص:. والنقل التالي عنه في "درء تعارض العقل والنقل" 2/ 95 - 98.
(¬6) في جميع النسخ: اثنا عشر. والمثبت من: الدرء. ولعله الصواب.
(¬7) وهم: ساقطة من: الدرء.
(¬8) في الدرء: وأحمد وابن عيينة.
(¬9) في الدرء: وإسحاق بن راهوية والبخاري وأبو زرعة.

الصفحة 879