كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

قال فيه: سمعت الإمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول: سمعت الإمام أبا بكر عبد الله بن أحمد يقول: سمعت الشيخ أبا حامد الإسفرائيني يقول: مذهبي ومذهب الشافعي وفقهاء الأمصار: أن [القرآن] (¬1) كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، والقرآن حمله جبرئيل - عليه السلام - مسموعًا من الله تعالى، والنبي - صلى الله عليه وسلم - سمعه من جبرئيل، والصحابة سمعوه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي نتلوه [نحن] (¬2) بألسنتنا، وفيما بين الدفتين، وما في صدورنا، مسموعًا ومكتوبًا ومحفوظًا ومنقوشًا، وكل حرف منه -كالباء والتاء- كله كلام الله غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر، عليه لعائن الله والملائكة والناس أجمعين).
قال الشيخ أبو الحسن: (وكان الشيخ أبو حامد (¬3) شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام).
قال أبو الحسن: (ولم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون (¬4) أن ينسبوا إلى الأشعري، ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه، على ما سمعت عدة من المشايخ والأئمة -منهم الحافظ المؤتمن بن أحمد بن علي الساجي- يقولون: سمعنا جماعة من المشايخ الثقات، قالوا: كان الشيخ أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرائيني إمام الأئمة، الذي طبق الأرض علمًا وأصحابًا، إذا سعى إلى الجمعة من قطيعة (¬5) الكرخ إلى جامع
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفتين زيادة من: الدرء.
(¬2) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والدرء.
(¬3) في الدرء: أبو حامد الإسفرائيني.
(¬4) في س: ويستنكفوا.
(¬5) في س: قطيفة. . وهو خطأ.
والقطيعة: الهجران، وهي محال أقطعها المنصور أناسًا من أعيان دولته =

الصفحة 880