كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

قال أبو المعالي (¬1): "فمن (¬2) أثبت هذه الصفات السمعية، وصار إلى أنها زائدة على ما دلت عليه دلالات العقول (¬3)، استدل بقوله تعالى (¬4): {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}) (¬5).
قالوا: ولا وجه لحمل اليدين على القدرة إذ جملة المخترعات مخلوقة بالقدرة (¬6)، ففي الحمل على ذلك إبطال فائدة التخصيص.
قال (¬7): وهذا غير سديد، فإن العقول قضت بأن الخلق لا يقع إلّا بالقدرة، أو بكون (¬8) القادر قادرًا، فلا وجه لاعتقاد خلق آدم بغير القدرة".
وقال القاضي (¬9): الآية تدل على إثبات يدين صفتين، والقدرة واحدة، فلا يجوز حملها على القدرة (¬10).
¬__________
(¬1) في الإرشاد ص: 155، 156.
وأبو المعالي أول من اشتهر عنه نفي الصفات الخبرية، وله في تأويلها قولان: ففي "الإرشاد": أولها.
ثم رجع عن ذلك في: "الرسالة النظامية"، وحرم التأويل، وبين إجماع السلف على تحريم التأويل.
انظر: العقيدة النظامية ص: 32.
(¬2) في الإرشاد: ومن.
(¬3) في س، ط: المعقول.
(¬4) في الإرشاد: بقوله تعالى في توبيخ إبليس إذ امتنع عن السجود.
(¬5) سورة ص، الآية: 75.
(¬6) في الإرشاد: جملة المبدعات مخترعة لله تعالى بالقدرة.
(¬7) أي: الجويني في الإرشاد. والكلام متصل بما قبله.
(¬8) في الأصل، س: يكون. والمثبت من: ط، والإرشاد.
(¬9) أبو بكر بن الباقلاني في التمهيد ص: 259، والنقل بالمعنى.
(¬10) قال القاضي في المصدر السابق ص: 259: "فلو كان المراد بهما القدرة، لوجب أن يكون له قدرتان، وأنتم لا تزعمون أن للباري -سبحانه- قدرة واحدة -فكيف يجوز أن تثبتوا له قدرتين؟ وقد أجمع المسلمون، من مثبتي الصفات =

الصفحة 895