كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

على مناخرهم إلّا حصائد ألسنتهم؟ " (¬1) وشواهد هذا كثيرة.
ثم إنكم جعلتم معاني القرآن معنى واحدًا مفردًا، هو الأمر بكل ما أمر الله به، والخبر عن كل ما أخبر الله به، وهذا مما اشتد إنكار العقلاء عليكم فيه، وقالوا: إن هذا من السفسطة المخالفة لصرائح
¬__________
= والمقصود: التعجب من الغفلة عن هذا الأمر.
انظر: تعليق محمد فؤاد عبد الباقي على سنن ابن ماجة 2/ 1315. والنهاية -لابن الأثير- 1/ 217.
(¬1) الحديث مع اختلاف يسير في الألفاظ أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - إلى قوله: "أو تعمل به".
انظره في: صحيح البخاري 6/ 169 - كتاب الطلاق- باب الطلاق في الإغلاق والمكره والسكران. . وصحيح مسلم 1/ 117 - كتاب الإيمان - باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر. . الحديث / 202. وسنن النسائي 6/ 127، 128 - كتاب الطلاق- باب من طلق في نفسه. وسنن ابن ماجة 1/ 658 - كتاب الطلاق - باب من طلق في نفسه ولم يتكلم به.- الحديث / 2040.
أما باقي الحديث: فقال له معاذ: يا رسول الله. . فلم أقف عليه مذكورًا مع ما أخرجته من الكتب المتقدمة، بل ذكر ضمن حديث أخرجه الترمذي وغيره عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: "لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئًا. . ".
وجاء في آخره، ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه وقال: "كف عليك هذا" فقلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم".
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
انظر: سنن الترمذي 5/ 12 - كتاب الإيمان - باب ما جاء في حرمة الصلاة - الحديث / 2616. وسنن ابن ماجة 2/ 1314، 1315 كتاب الفتن - باب كف اللسان في الفتنة الحديث / 3973. المسند -للإمام أحمد - 5/ 231، 236، 237. والمصنف -لابن أبي شيبة - 9/ 65.

الصفحة 968