كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

به رؤوس (¬1) الزنادقة قبلهم، أن الفلك دوار [و] (¬2) السماء خالية، وإن قولهم: إنه تعالى في كل موضع وفي كل شيء، ما استثنوا (¬3) جوف كلب، ولا جوف خنزير ولا حشًا فرارًا من الإثبات، وذهابًا عن التحقيق، وإن قولهم: سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، عليم بلا علم، قدير (¬4) بلا قدرة، إله بلا نفس ولا شخص ولا صورة، ثم قالوا: لا حياة له، ثم قالوا: لا شيء، فإنه لو كان شيئًا لأشبه الأشياء حاولوا حول [مقال] (¬5) رؤوس الزنادقة القدماء، إذ قالوا: الباري لا صفة ولا لا صفة، خافوا على قلوب ضعفاء المسلمين وأهل الغفلة وقلة الفهم منهم، إذ كان ظاهر تعلقهم بالقرآن، وإن كان اعتصامًا به من السيف، واجتنانًا (¬6) به منهم (¬7)، وإذ هم يردون (¬8) التوحيد، ويخاوضون المسلمين، ويحملون الطيالسة (¬9) فأفصحوا بمعايبهم (¬10)، وصاحوا بسوء ضمائرهم، ونادوا على خبايا نكتهم، فيا طول ما لقوا في أيامهم من سيوف الخلفاء، وألسن العلماء، وهجران الدهماء (¬11) فقد شحنت
¬__________
(¬1) في الأصل: درس. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط، وذم الكلام.
(¬2) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، وذم الكلام.
(¬3) في س: ما استشنعوا.
(¬4) في ذم الكلام: قادر.
(¬5) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، وذم الكلام.
(¬6) في الأصل: واجتنابًا. والمثبت من: س، ط، وذم الكلام. ولعله المناسب.
والاجتنان: الاستتار. لسان العرب لابن منظور 13/ 94 (جنن).
(¬7) في ذم الكلام: منه.
(¬8) في جميع النسخ، وذم الكلام: يرون. ولعل ما أثبته يناسب السياق.
(¬9) الطيالسة: الطلس الوسخ من الثياب. والمقصود: أنهم يحملون ما فيه شائبة.
القاموس المحيط -للفيروزآبادي 3/ 87 (طلس).
(¬10) في جميع النسخ: بمعانيهم. والمثبت من: ذم الكلام. ولعله المناسب.
(¬11) الدهماء: بفتح الدال هم: العدد الكثير وجماعة الناس. القاموس المحيط -للفيروزآبادي- 2/ 225 (دهم).

الصفحة 989