كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

فلا جزى الله امرأً ناط مخاريقه بمذهب الإمام المطللبي (¬1) -رحمه الله- وكان من أبر خلق الله قلبًا، وأصوبهم سمتًا، وأهداهم هديًا، وأعمقهم قلبًا، وأقلهم تعمقًا، وأقرهم للدين، وأبعدهم من التنطع، وأنصحهم لخلق الله جزاء خير.
قال: ورأيت منهم قومًا يجتهدون في قراءة القرآن، وتحفظ حروفه، والإكثار من ختمه، ثم اعتقاده (¬2) فيه ما قد بيناه، اجتهاد روغان كالخوارج.
وروي (¬3) بإسناد (¬4) عن حرشة بن الحر، عن حذيفة قال: "إنا آمنا ولم نقرأ القرآن، وسيجيء قوم يقرؤون القرآن لا يؤمنون".
قال (¬5): وقال ابن عمر: "كنا نؤتى الإيمان قبل القرآن".
وروى (¬6) بإسناد (¬7) عن ابن عمر قال: "لقد عشنا برهة من الدهر، وإن أحدنا يؤتي الإيمان قبل القرآن". وفي لفظ: " [إنا] (¬8) كنا صدور هذه الأمة، وكان الرجل من خيار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصالحيهم
¬__________
= والمثبت من: س، وذم الكلام. ولعله المناسب.
والمقصود المسألة التي تكافأت فيها الأدلة وهي مسألة حدوث العالم، وتقدم ذكر الشيخ -رحمه الله- هذه المسألة ص: 620 وما بعدها، والإشارة إلى تكافؤ الأدلة فيها عند الأشعري في آخر عمره، وأبي عبد الله الرازي -كما صرح به- في كتابه "المطالب العالية" وغيرهم، وصاروا فيها إلى الوقف والحيرة.
(¬1) هو: الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى.
(¬2) في ط: اعتقادهم.
(¬3) أي: أبو إسماعيل الأنصاري في "ذم الكلام" مخطوط -الجزء السابع- اللوحة: 33. والكلام يفصله عن سابقه بعض الأسطر.
(¬4) في س، ط: بإسناده.
(¬5) أبو إسماعيل الأنصاري- في المصدر السابق.
(¬6) أبو إسماعيل الأنصاري- في المصدر السابق.
(¬7) في س، ط: بإسناده.
(¬8) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، وذم الكلام.

الصفحة 997