كتاب المنتقى من كتاب الطبقات لأبي عروبة الحراني

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَزِيغٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،: §أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَتَلَ أَبَاهُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ، وَلَمْ يُحْفَظْ لَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِوَايَةٌ وَلَا مَعَهُ مَشْهَدٌ "
حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْأُمَوِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَالِيًا عَلَى الْمَدِينَةِ لِمُعَاوِيَةَ، فَأَصَابَ النَّاسَ سِنَةٌ فَأَقْحَطُوا، فَأَطْعَمَهُمْ سَعِيدٌ حَتَّى أَنْفَقَ مَا فِي بَيْتِ الْمَالِ، وَادَّانَ، فَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: §لَمْ يَرْضَ أَنْ يُنْفَقَ مَا فِي بَيْتِ مَالِنَا حَتَّى ادَّانَ مَعَهُ فَعَزَلَهُ، فَلَمَّا حُضِرَ سَعِيدٌ دَعَا ابْنَهُ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ رَضِيتُ غَيْبَتَكَ وَشَهَادَتَكَ، فَانْظُرْ دَيْنِي فَاقْضِهِ عَنِّي، وَاكْسِرْ فِيهِ أَمْوَالِي، وَلَا يَقْضِيَنَّهُ عَنِّي مُعَاوِيَةُ، وَانْظُرْ بَنَاتِي فَلْتَكُنْ بُيُوتُهُنَّ قُبُورَهُنَّ إِلَّا مِنَ الْأَكْفَاءِ، وَانْظُرْ إِخْوَانِي فَلَا يَفْقِدُونِي، احْفَظْ مِنْهُمْ مَا كُنْتُ أَحْفَظُ. فَلَمَّا بَلَغَ مُعَاوِيَةَ مَوْتُهُ، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا عُثْمَانَ، مَاتَ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَمَنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنِّي، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ:

الصفحة 42