كتاب الفتن لنعيم بن حماد

قَالَ

1973 - حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ قَالَ: ثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§أَجَلُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثُمِائَةِ سَنَةٍ كَبَنِي إِسْرَائِيلَ»
قَالَ

1974 - حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، دِيُوبَهْ قَالَ: «§لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَمْلُكَ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ ثَلَاثَةٌ أَوَّلُ أَسْمَائِهِمْ عَيْنٌ»
قَالَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ:

1975 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ كَعْبٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَشَايِخُنَا، عَنْ كَعْبٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي الْحَدِيثِ، قَالُوا: اجْتَمَعَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ وَرَاهِبٌ يُقَالُ لَهُ يَشُوعُ، وَكَانَ عَالِمًا قَارِئًا لِلْكُتُبِ، فَتَذَاكَرَا أَمْرَ الدُّنْيَا وَمَا هُوَ كَائِنٌ فِيهَا، فَقَالَ يَشُوعُ: يَا كَعْبُ، يَظْهَرُ نَبِيُّ لَهُ دِينٌ يَظْهَرُ دِينُهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، فَقَالَ لَهُ يَشُوعُ: أَخْبِرْنِي عَنْ مُلُوكِهِمْ يَا كَعْبُ أُصَدِّقُكَ وَأَدْخُلُ فِي دِينِكَ -[697]-، فَقَالَ كَعْبٌ: " §أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ: يَمْلُكُ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ مَلِكًا، أَوَّلُهُمْ صِدِّيقٌ يَمُوتُ مَوْتًا، ثُمَّ الْفَارُوقُ يُقْتَلُ قَتْلًا، ثُمَّ الْأَمِيرُ يُقْتَلُ، ثُمَّ رَأْسُ الْمُلُوكِ يَمُوتُ مَوْتًا، ثُمَّ صَاحِبُ الْأَحْرَاسِ يَمُوتُ مَوْتًا، ثُمَّ جَبَّارٌ يَمُوتُ مَوْتًا، ثُمَّ صَاحِبُ الْعُصَبِ وَهُوَ آخِرُ الْمُلُوكِ يَمُوتُ مَوْتًا، ثُمَّ يَمْلُكُ صَاحِبُ الْعَلَامَةِ يَمُوتُ مَوْتًا، قَالَ يَشُوعُ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ فِتْنَتِهِمُ الصَّمَّاءِ الَّتِي تُسْفَكُ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْبَلَاءُ، قَالَ كَعْبٌ: ذَلِكَ يَكُونُ إِذَا قُتِلَ ابْنُ مَاحِقِ الذَّهَبِيَّاتِ، فَعِنْدَ قَتْلِهِ يَسْقُطُ الْبَلَاءُ، وَيُرْفَعُ الرَّخَاءُ، يُشْعِلُهَا قَوْمٌ مُتَفَقِّهُونَ مُتَوَاضِعُونَ، فَيَكُونُ لَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ صَاحِبِ الْعَلَامَةِ، مَلَكَانِ لَا يُقْرَأُ لَهُمَا كِتَابٌ، وَمَلِكٌ يَمُوتُ عَلَى فِرَاشِهِ وَيَكُونُ مُكْثُهُ قَلِيلًا، وَمَلِكٌ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ الْجَوْفِ وَعَلَى يَدَيْهِ يَكُونُ الْبَلَاءُ، وَعَلَى يَدَيْهِ تُكْسَرُ الْأَكَالِيلُ، يُقِيمُ عَلَى حِمْصٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ يَأْتِيهُ الْفَزَعُ مِنْ قِبَلِ أَرْضِهِ، فُمُرْتَحِلٌ مِنْهَا، فَيَقَعُ الْبَلَاءُ بِالْجَوْفِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ وَقَعَ الْهَرْجُ بَيْنَهُمْ، وَوَقَعَتْ فِتْنَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ، يَبْعَثُونَ أَحَدَ عَشَرَ رَاكِبًا إِلَى الْمَشْرِقِ فَلَا يُرْضِي اللَّهَ أَعْمَالُهُمْ، يُبْتَلَى بِهِمْ أَهْلُ ذَلِكَ الزَّمَانِ فَلَا يَبْقَى أَهْلُ بَيْتٍ فِي الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِمْ مَضْرَتُهُمْ، يُزَفُّونَ مِنَ الْمَشْرِقِ زَفَّ الْعَرُوسِ، وَعِنْدَ ذَلِكَ تَظْهَرُ رَايَاتُهُمْ، رَايَاتٌ سُودٌ، يَرْبُطُونَ خُيُولَهُمْ بِزَيْتُونِ الشَّامِ، يَقْتُلُ اللَّهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ كُلَّ جَبَّارٍ أَوْ عَدُوٍّ لَهُمْ، حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا هَارِبٌ أَوْ مُخْتَفٍ، مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِمْ يَكُونُ ثَلَاثَةٌ: الْمَنْصُورُ، وَالسَّفَّاحُ، وَالْمَهْدِيُّ، وَقَالَ يَشُوعُ: فَمَنْ يَكُونُ قَادَتَهُمْ وَوُلَاةَ أَمْرِهِمْ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَمْشُونَ أَفْوَاجًا، وَيَلْبِسُونَ أَفْوَاجًا، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَسُومُ -[698]- السَّفَّاحُ أَهْلَ الْمَغْرِبِ الْخَسْفَ، يُرَابِطُ إِرَمَ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ صَبَاحًا، ثُمَّ يَدْخُلُهَا سَبْعُونَ أَلْفًا سَيْفًا مَسْلُولَةً، شِعَارُهُمْ: أَمِتْ أَمِتْ، ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ لِلسَّفَّاحِ وَقْعَتَانِ: وَقْعَةٌ فِي الْمَغْرِبِ، وَأُخْرَى فِي الْجَوْفِ، ثُمَّ تَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، قَالَ يَشُوعُ: وَكَمْ يَمْكُثُ مُلْكُهُمْ؟ قَالَ كَعْبٌ: تِسْعًا فِي سَبْعٍ، وَيَكُونُ لَهُمْ فِي آخِرِ ذَلِكَ الْوَيْلُ، قَالَ يَشُوعُ: فَمَا آيَةُ هَلَاكِهِمْ؟ قَالَ: قَحْطٌ فِي الْمَشْرِقِ، وَهَدَّةٌ فِي الْمَغْرِبِ، وَحُمْرَةٌ فِي الْجَوْفِ، وَمَوْتٌ فَاشٍ فِي الْقِبْلَةِ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ لِلسَّفَّاحِ ظَلَمَةُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، يَتَّخِذُونَ دِينَهُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا، يَبِيعُونَهُ بِالدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِمِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا حَيْثُ يَنْظُرُونَ إِلَى عَدُوِّهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُو بِلَادِهِمْ، أَقْبَلَ رَأْسُ طَاغِيَتِهِمْ، لَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ قَبْلَ ذَلِكَ، رَجُلٌ رَبْعَةٌ، جَعْدُ الشَّعْرِ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الْحَاجِبَيْنِ، مِصْغَارٌ، حَتَّى إِذَا كَانَ إِلَى الْمَنْصُورِ فِي آخِرِ تِلْكَ السَّنَةِ الَّتِي يَجْتَمِعُ فِيهَا أَهْلُ ذَلِكَ الزَّمَانِ لِلسَّفَّاحِ مَاتَ الْمَنْصُورُ، وَهُمْ مُتَفَرِّقُونَ فِي غَيْرِ بَلْدَةٍ، فَإِذَا جَاءَهُمُ الْخَبَرُ ضَرَبُوا حَيْثُ كَانُوا، فَبَايعُوا لِعَبْدِ اللَّهِ، فَيَرْجِعُ السُّفْيَانِيُّ فَيَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ بِجَمَاعَةِ أَهْلِ الْمَغْرِبِ، فَيَجْتَمِعُونَ لَهُ مَا لَمْ يَجْتَمِعُوا لِأَحَدٍ قَطُّ، ثُمَّ إِنَّهُ يَقْطَعُ بَعْثًا مِنَ الْكُوفَةِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْبَعْثُ مِنَ الْبَصْرَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَهْلِكُ عَامَّتُهُمْ مِنَ الْحَرْقِ وَالْغَرَقِ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ بِالْكُوفَةِ خَسْفٌ، وَيَلْتَقِي الْجَمْعَانِ بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا قَرْقِيسِيَا، فَيُفْرَغُ عَلَيْهِمَا الصَّبْرُ، وَيُرْفَعُ عَنْهُمَا النَّصْرُ حَتَّى يَتَفَانَوْا، وَإِنْ يَكُنِ الْبَعْثُ قِبَلَ الْمَغْرِبِ كَانَتْ وَقْعَةُ -[699]- الصُّغْرَى، فَوَيْلٌ عِنْدَ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّايَاتِ الصُّفْرَ إِذَا نَزَلُوا مِنَ الْمَغْرِبِ مِصْرَ لَهُمْ وَقْعَتَانِ: وَقْعَةٌ بِفِلَسْطِينَ، وَالْأُخْرَى بِالشَّامِ، ثُمَّ تَمِيلُ عَلَيْهِمُ الْمُهَاجِرُونَ بَعْدَ أَنْ تُذْبَحَ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ أَشَاءُ أَنْ أُسَمِّيَهَا سَمَّيْتُهَا، فَيَهْلِكُونَ ثُمَّ يَثُورُ ثَائِرٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَثُ الْبَرِيَّةِ، يَشْتَعِلُ أَمْرُهُ بِحِمْصَ، وَيُوقَدُ بِدِمَشْقَ، وَيَخْرُجُ بِفِلَسْطِينَ، يَظْهَرُ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُ، يَهْلِكُ عَلَى يَدَيْهِ أَهْلُ الْمَشْرِقِ، وَدَعْوَتُهُ شَرُّ دَعْوَةٍ، وَقَتْلَاهُ شَرُّ قَتْلَى، يَمْلُكُ حَمْلَ امْرَأَةٍ، يَخْرُجُ عَلَى ثَلَاثَةِ جُيُوشٍ إِلَى كُوفَانَ، يُصِيبُونَ بِهَا أَبْيَاتًا مِنْ قَيْسٍ، يُسْتَنْقَذُونَ مِنْ يَوْمِهِمْ، وَجَيْشٌ إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَيُصِيبُهُمْ خَسْفٌ، لَا يَفْلِتُ مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلَانِ مِنْ جُهَيْنَةَ، رَجُلٌ يَرْجِعُ إِلَى الشَّامِ، وَرَجُلٌ يَنْطَلِقُ إِلَى مَكَّةَ "

الصفحة 696