كتاب إعلام الساجد بأحكام المساجد

فقد وقع في زمن معاوية لما أرسل الحصين بن نمير السكوني فنصب المجانيق على أبي قبيس وغيره من جبال مكة , ورمى الكعبة المعظمة , وكسر الحجر الأسود , وأحرق الكعبة حتى انهدم جدارها. وسقط سقفها بأمر يزيد فلما جاء نعيه انكبوا راجعين. وكان موت يزيد بحوارين من الشام سنة أربع وستين في نصف ربيع الأول , وحمل إلى دمشق , وصلى عليه أخوه خالد , ودفن في مقبرة باب الصغير وقد بلغ ثلاثين سنة, وكانت ولايته ثلاث سنين وثمانية أشهر واثني عشر يوما , وأول حجر من جارة المنجنيق أصاب وجه الكعبة سمع لها أنين وتأوه شديد. ذكره القاضي أبو بكر أحمد بن كامل بن سخرة في كتاب البرهان له , ثم تلا فعله الحجاج بن يوسف فنصب المجانيق. ورمى البيت ودخلها عنوة وصلب ابن الزبير حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عجائز الجنة منكسا , ثم تلاه القرامطة. أخذوا الحجر الأسود , واستباحوا حريمه , وقتلو جميع من وجدوا ولم يمنعوا كما منع أصحاب الفيل.

الصفحة 171