كتاب إعلام الساجد بأحكام المساجد
بيته شيئا , قال ابن حزم. هذا حجة عليهم لا لهم , لأن عمر لم ينكر على عبد الله ما استدل به بل أقره على ذلك ونحن نوجدهم عن عمر تصريحا بأفضلية مكة. وهو ما رواه ابن وضاح عن حامد بن يحيى البلخي ثنا ابن عيينة عن زياد بن سعد أنا سليمان بن عتيق. سمعت عبد الله بن الزبير سمعت عمر بن الخطاب يقول: صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن حزم: فهذا سند كالشمس في الصحة. وروى مثل ذلك عن ابن الزبير قال ابن مهدي: فهذان صاحبان: لا يعرف له مخالف من الصحابة. ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن المسيب قال: ومن نذر أن يعتكف في مسجد إيلياء , فاعتكف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أجزأ عنه. ومن نذر أن يعتكف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فاعتكف في المسجد الحرام أجزأ عنه , فهذا فقيه أهل المدينة يصرح بفضل مكة على المدينة , ومنها صح قوله صلى الله عليه وسلم. ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. وصح أنه عليه السلام قال: لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها. وبمجموع الحديثين ثبت أن المدينة خير الأرض , وهذا الاستدلال تبجح به بعض أهل العصر وادعى أنه القطعى في الباب , وهو مردود لأنه ليس المراد بكونها روضة من رياض الجنة أنها قطعة منها , بل العمل فيها موصل إلى الجنة. فلا يتلاقى مع الحديث الآخر , ولأنه ليس فيه إلا فضل هذه البقعة بخصوصها , وليس
الصفحة 191
463