كتاب إعلام الساجد بأحكام المساجد
عشر شهرا إلى بيت المقدس، فلما حولت القبلة بقى حائط القبلة الأولى مكان أهل الصفة انتهى. وجعل له ثلاثة أبواب، بابا في مؤخره، وبابا يقال له: باب الرحمة، والباب الذي يدخل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجعل عمده الجذوع، وسقفه بالجريد، وبنى بيوتا إلى جانبه ولما فرغ من بنائه بنى بعائشة في البيت الذي بناه لها شرقي المسجد، وهو مكان حجرته اليوم. وقال الحافظ شمس الدين الذهبي في بلبل الروض: لم يبلغنا أنه عليه السلام بنى له تسعة أبيات حين بنى المسجد، ولا أحسبه بعد ذلك إنما كان يريد بيتا واحدا حينئذ لسودة أم المؤمنين، ثم لم يحتج لبيت آخر حتى بنى بعائشة في شوال سنة اثنتين، وكأنه عليه السلام بناها في أزمان مختلفة. وقال السهيلي: قال الحسن البصري كنت أدخل بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام مراهق وأنال السقف بيدي. وكان لكل بيت حجرة، وكانت حجره من أكسية من شعر مربوطة في خشب، عرعر. وورد أن بابه كان يقرع بالأظافير أي لا حلق له، فلما توفي أزواجه خلطت البيوت والحجر بالمسجد في زمن عبدالملك بن مروان، وفي صحيح البخاري عن، ابن عمر قال: كان المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيا باللَّبن. وسقفه الجريد وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر رضي الله عنه شيئا، وزاد فيه عمر
الصفحة 224
463