كتاب [شرح] تسهيل العقيدة الإسلامية - ط 2 (اسم الجزء: الكتاب)

وهذا الحلف يكون من الشرك الأصغر إن كان الحالف أشرك في لفظ القسم لا غير"١"، أما إن قصد الحالف بحلفه تعظيم المخلوق الذي
---------------
المحلوف، وهذا النوع من التعظيم لا يستحقه إلا الله تعالى"، وقال الحجاوي في الإقناع "مطبوع مع شرحه الكشاف ٦/٢٣٤": "ويحرم الحلف بغير الله وصفاته ولو بنبي، لأنه شرك في تعظيم الله"، وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار ٩/١٢٤: "قال العلماء: السر في النهي عن الحلف بغير الله أن الحلف بالشيء يقتضي تعظيمه، والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده، فلا يحلف إلا بالله وذاته وصفاته، وعلى ذلك اتفق الفقهاء". وينظر صحيح البخاري مع شرحه لابن بطال ٩/٢٩٢، وشرحه للعيني ٢٢/١٦٠ كتاب الأدب باب من لم يرَ إكفار من قال ذلك متأولاً، المبسوط ٨/١٢٦، شرح الكرماني لصحيح البخاي: الأيمان ٢٣/١٠٥، فيض القدير ٦/٢٠٧، مغني المحتاج ٥/٣٢٠، سبل السلام ٤/١٩٧.
وذكر علامة الشام محمد جمال الدين القاسمي في دلائل التوحيد ص١٠١، وعلامة مصر محمد خليل هراس في دعوة التوحيد ص٥٥ أن الحلف بغير الله إنما نهي عنه لأن في الحلف تعظيماً للمحلوف به، وهو لا ينبغي إلا لله، ولأن فيه معنى إشهاد المحلوف به على صدق الحالف، وهذا لا يصح إلا بمن يعلم صدق المحلوف عليه أو كذبه، وهو الله تعالى، كما أن من يُحلف به يجب أن يكون يملك عقاب من حلف به والانتقام منه عند حلفه به كاذباً، وهو الله تعالى دون سواه.
"١" ينظر: مشكل الآثار للطحاوي الحنفي ٢/٢٩٧-٢٩٩، مدارج السالكين ١/٣٧٣، "معطية الأمان من حنث الأيمان"لابن العماد الحنبلي ص٨٣، ٨٤، فتح المجيد والقول السديد باب {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً} ، "اليمين"لسعاد الشايقي

الصفحة 422