كتاب [شرح] تسهيل العقيدة الإسلامية - ط 2 (اسم الجزء: الكتاب)

٢- ما رواه البخاري ومسلم عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل"١"، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: " هل تدرون ماذا قال ربكم؟ "قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافرٌ بي مؤمن بالكوكب " "٢". وهذا الحديث يشمل على الصحيح النوعين السابقين، فهذا القول كفر، لكن إن نسب الغيث إلى النجم من دون الله فهو كفر وشرك أكبر، وإن نسبه إليه نسبة تسبب فهو كفر نعمة وشرك أصغر"٣".
---------------
"١" أي بعد مطر نزل في الليل، وسمى المطر سماءً لأنه ينزل من السماء. ينظر: شرح السنة ٤/٤٢٠.
"٢" صحيح البخاري "٨٤٦"، وصحيح مسلم "٧١". وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم "٧٢"، ومن حديث معاوية الليثي عند أحمد "٣/٤٢٩" وسنده حسن.
"٣" التمهيد ١٦/٢٨٦، ولهذا قال كثير من العلماء: إن الحديث يحتمل الأمرين. ينظر الأم ١/٢٥٢، المنتقى ١/٣٣٤، المفهم ٢/٢٦١، جامع الأصول ١١/٥٧٨، شرح مسلم للنووي ٢/٦٠، الفتح: آخر الاستسقاء ٢/٥٢٤.

الصفحة 432