كتاب [شرح] تسهيل العقيدة الإسلامية - ط 2 (اسم الجزء: الكتاب)

النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربعٌ من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً"١"، وإن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر " "٢".
٥- الخيانة في الأمانة، وذلك بأن يأخذ الأمانات من الآخرين وفي نيته وقت أخذها أن يجحدها، ثم لا يؤدّيها إليهم"٣"، فقد روى
---------------
"١" للعلماء أقوال في تفسير هذه الجملة من الحديث، فقيل: معناه: أنه شديد الشبه بالمنافقين بسبب هذه الخصال، إذا كان مستكثراً منها. وقيل: معناه: التحذير للمسلم من أن يعتاد هذه الخصال، فتفضي به إلى النفاق. وقيل: معناه: أن من غلبت عليه هذه الخصال وتهاون بها واستخف بأمرها كان فاسد الاعتقاد غالباً. وقيل: معناه: أن من اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع كلها فهو منافق النفاق الأكبر. ولعل الأقرب هو التفسير الثاني. وينظر: شرح السنة ١/٧٦، المفهم ١/٢٥٠، عارضة الأحوذي ١٠/٩٨، ٩٩، شرح النووي لمسلم ٢/٤٧، شرح صحيح البخاري لابن بطال ١/٩١-٩٤، إكمال المعلم ١/٣١٣-٣١٥، فتح الباري لابن حجر: الإيمان ١/٩٠، ٩١، شرح الطيبي ١/١٩٠، ١٩١، فبيض القدير ١/٤٦٣، عمدة القاري ١/٢٢١، ٢٢٢، ٢٢٤، التيسير شرح الجامع الصغير ١/١٣٧، شرح القسطلاني ١/١١٩، كتاب الصلاة لابن القيم ص٥٩، دليل الفالحين ٤/٤٣٦، شرح الأبي وشرح السنوسي ١/١٦٧، ١٦٨، المرقاة ١/١٠٦، ١٠٧، الدرر السنية ١/٤٨٣، ٤٨٤.
"٢" حيح البخاري "٣٤"، وصحيح مسلم "٥٨".
"٣" قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ

الصفحة 459