كتاب [شرح] تسهيل العقيدة الإسلامية - ط 2 (اسم الجزء: الكتاب)

أبوسعيد الخدري: قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال:
" فمن؟ " رواه البخاري ومسلم"١"، والسنن هي الطريقة، وهذا الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم، ولهذا ترى كثيراً من المسلمين والمسلمات اليوم يقلدون الكفار في كثير من الأمور، حتى فيما لا فائدة لهم فيه، كهيئة اللباس، وهيئة شعر الرأس، وحلق شعر العارضين والذقن، حتى إن من المسلمين والمسلمات من يبحث في المجلات أو غيرها عن آخر ما يفعله الكفار في الغرب أو الشرق فيفعله.
وقد وردت أحاديث كثيرة متواترة في النهي عن كثير من الأفعال وعُلِّل النهي فيها بالتشبه باليهود والنصارى"٢" فدلَّ ذلك على أن مخالفتهم أمرٌ مطلوبٌ شرعاً، وعلى أن التشبه بهم محرم.
وقد أجمع أهل العلم على تحريم التشبه بالكفار"٣".
---------------
"١" صحيح البخاري "٣٤٥٦"، وصحيح مسلم "٢٦٦٩" من حديث أبي سعيد. ورواه البخاري "٧٣١٩" بنحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
"٢" وقد جمع هذه الأحاديث الشيخ محمد ناصرالدين الألباني رحمه الله في رسالة "حجاب المرأة المسلمة " ص٨٠-٩٧، والدكتور عثمان دوكوري في رسالة "التدابير الواقية من التشبه بالكفار"، وجميل اللويحق في رسالة "التشبه المنهي عنه في الفقه الإسلامي"، وقد ذكرتُ بعضها في "رسالة اليهود " برقم ١١١-١٢٣.
"٣" كشاف القناع: الجهاد باب الهدنة ٣/١٣١، وينظر كلام العلامة أحمد شاكر

الصفحة 591