كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 3)
<130> بمكة هتف رجل من الجن يقال له مسعر بالتحريض عليه قال فتذامرت قريش واشتد خطبهم فلما كان في الليلة القابلة قام مقامه آخر يقال له سمحج فقال مثله فذكر نحوه سمحج ويقال بالهاء بدل الحاء الجني ما أدرى هو الذي قبله أو غيره روى الدارقطني في الأفراد من طريق قال أبو موسى أخرجناه تبعا له لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مبعوثا إلى الإنس والجن قلت وأخرجه الشيرازي في الألقاب من طريق محمد بن عروة الجوهري حدثنا عبد الله بن الحسين بن جابر المصيصي ح وقال الطبراني في الكبير حدثنا عبد الله بن الحسين قال دخلت طرسوس فقيل لي ها هنا امرأة قد رأت الجن الذي وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت إليها فإذا امرأة مستلقية على قفاها وحولها جماعة فقلت لها ما اسمك قالت منوسة فقلت لها هل رأيت أحدا من الجن الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم حدثني سمحج واسمه عبد الله قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض قال كان على حوت من نور يتلجلج في النور قلت وعبد الله بن الحسين من شيوخ الطبراني وقد ذكره بن حبان في كتاب الضعفاء فقال يقلب الأخبار ويسرقها لا يجوز الاحتجاج به إذا نفرد ثم ذكر عن أحمد بن مجاهد عنه حديثين من روايته عن محمد بن المبارك وقال له نسخة أكثرها مقلوبة سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن زباب بن سواءة السوائي والد جابر لهما صحبة وحديث سمره من رواية أبيه في صحيح مسلم وغلط بن منده في نسبه فقال سمرة بن جنادة بن حجر بن زياد فأسقط منه اسم جندب وجعل حجيرا حجرا وزبابا زيادا قال بن سعد أسلم في الفتح وقال الخطيب كان مع سعد بن أبي وقاص بالمدائن وتزوج أخت سعد ثم نزل بالكوفة وقال بن حبان وابن منجويه مات بالكوفة في ولاية عبد الملك وقرأت بخط الذهبي أن الذي مات في ولاية عبد الملك ولده جابر وأما سمرة فقديم سمرة بن جندب بن هلال بن حريج بن مرة بن حزن بن عمرو بن جابر بن خشين بن لأي بن عصيم بن فزارة الفزاري يكنى أبا سليمان قال بن إسحاق كان من حلفاء الأنصار قدمت به أمه بعد موت أبيه فتزوجها رجل من الأنصار وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار فمر به غلام فأجازه في البعث وعرض عليه سمرة فرده فقال لقد أجزت هذا ورددتني ولو صارعته لصرعته قال فدونكه فصارعه فصرعه سمرة فأجازه وعن عبد الله بن بريده عن سمرة كنت غلاما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أحفظ عنه ونزل سمرة البصرة وكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إلى الكوفة وكان شديدا على الخوارج فكانوا يطعنون عليه وكان الحسن وابن سيرين يثنيان عليه وقال بن سيرين في رسالة سمرة إلى بنية علم كثير وروى عنه أبو رجاء العطاردي والشعبي وابن أبي ليلى وطرف بن الشخير وآخرون وعبد الله بن سليمان عنه ومات سمرة قبل سنة ستين قال بن عبد البر سقط في قدر مملوء ماء حارا فكان ذلك تصديقا لقول رسول الله صلى الله §