كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 3)

<163> سجف بكسر أوله وسكون الجيم وآخره فاء شيخ أدرك الجاهلية وسمع من معاذ بن جبل ذكره البخاري في تاريخه السين بعدها الحاء سحبان وائل الذي يضرب به المثل في البلاغة ذكره بن عساكر في تاريخه وقال بلغني وفد على معاوية قلت أن ثبت هذا فهو من أهل هذا القسم فإن المعروف أنه جاهلي وقال أبو نعيم في كتاب طبقات الخطباء كان سحبان خطيب العرب غير مدافع وكان إذا خطب لم يعد حرفا ولم يتلعثم ولم يتوقف ولم يتفكر بل كان يسيل سيلا سحيم بمهملة مصغرا عبد لبني الحسحاس بمهملات شاعر مخضرم مشهور روى أبو الفرج الأصبهاني من طريق أبي عبيدة قال كان سحيم عبدا أسود أعجميا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقد تمثل النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من شعره روى المرزباني في ترجمته والدينوري في المجالسة من طريق علي بن زيد عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا فقال أبو بكر إنما قال الشاعر كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا فأعادها النبي صلى الله عليه وسلم كالأول فقال أبو بكر أشهد إنك لرسول الله وما علمناه الشعر وما ينبغي له وقال عمر بن شبة قدم سحيم بعد ذلك على عمر فأنشده القصيدة أنبأنا بذلك معاذ بن جبل عن بن عوف عن بن سيرين قال فقال له لو قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك وأخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق سعيد بن عبد الرحمن عن السائب عن عمر أنه كان لا يمر على أحد يعد أن يفيء الفيء الا أقامه ثم بينا هو كذلك إذ أقبل مولى بني الحسحاس يقول الشعر فدعا به فقال كيف قلت قال ودع سليمي أن تجهزت غاديا كفى الشيب والأسلام للمرء ناهيا فقال حسبك صدقت صدقت وقد قيل أن سحيما قتل في خلافة عثمان ويقال أن سبب قتله أن امرأة من بني الحسحاس اسرها بعض اليهود فاستخصها لنفسه وجعلها في حصن له فبلغ ذلك سحيما فأخذته الغيرة فما زال يتحيل حتى تسور على اليهودي حصنه فقتله وخلص المرأة فأوصلها إلى قومه فلقيته يوما فقالت له يا سحيم والله لوددت إني قدرت على مكافأتك على تخليصي من اليهودي فقال لها والله انك لقادرة على ذلك وعرض لها بنفسها فاستحيت وذهبت ثم لقيته مرة أخرى فعرض لها بذلك فأطاعته وهويها وطفق يتغزل فيها وكان اسمها سمية ففطنوا له فقتلوه خشية العار عليهم بسبب سمية وقال بن حبيب أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول سحيم عبد بني الحسحاس §

الصفحة 163