كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 3)

<174> المكاتبة وكان كثير المال فأبى فانطلق إلى عمر فقال كاتبة فأبى فضربه عمر بالدرة وتلا عمر فكاتبوهم أن علمتم فيهم خيرا وأخرج البيهقي في المعرفة من طريق معاذ بن معاذ حدثنا علي بن سويد بن منجوف عن أنس بن سيرين عن أبيه قال كاتبني أنس بن مالك على عشرين ألفا فكنت فيمن فتح تستر فاشتريت رثة فربحت فيها فأتيت أنس بن مالك بكتابته فأبى أن يقبلها مني سيف بن النعمان اللخمي ذكر سيف أنه شهد القتال مع أسامة بن زيد في حربه مع بني جذام في أول خلافة أبي بكر وأنشد له في ذلك شعرا سيماه البلقاوي ويقال سيمويه تقدم في الأول القسم الرابع من حرف السين السين بعدها الألف سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم ذكره خليفة بن خياط في الصحابة في موالي النبي صلى الله عليه وسلم وكناه أبا سلام وهو وهم وإنما جاء الحديث عن سابق بن حية عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم والحديث المذكور في كتب السنن وسيأتي بيانه في مكانه سارية الخلجي بضم المعجمة وسكون اللام بعدها جيم منسوب إلى الخلج وهو قيس بن الحارث بن فهر وقيل فيه بتحريك اللام كما سيأتي ويقال أنه من العماليق فادعوا في بني فهر قاله بن الكلبي وقال أبو الفرج الأصبهاني كانوا في بني عدوان ثم انتقلوا إلى هوازن ثم التحقوا ببني فهر في خلافة عثمان فعرفوا بذلك وأما سارية المذكور فروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وليست له صحبة قاله البخاري وابن حبان روى عنه أبو حزرة يعقوب بن مجاهد قال بن حبان روى سارية عن أنس بن مالك سالم بن أبي الجعد أحد ثقات التابعين ذكره بعضهم في المخضرمين معتمدا على ما حكاه بن زبر أنه مات سنة تسع وتسعين وله مائة وخمس عشرة سنة فيكون أدرك من الحياة النبوية ستا وعشرين سنة وهذا باطل فقد جزم أبو حاتم الرازي بأنه لم يدرك ثوبان ولا أبا الدرداء ولا عمرو بن عبسة فضلا عن عثمان فضلا عن عمر فضلا عن أبي بكر سالم بن منصور روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه يحيى بن محمد فذكر حديثا موضوعا ركيكا إلى الغاية فسمعت قصاصا يورده هكذا نقلت من خط الذهبي في التجريد ويمكن تتبع مثل هذا من كتاب الذروة للبكري وكذلك السبع حصون وغيرهما من تآليفه الطافحة بالكذب الظاهر وفيها من أسماء الصحابة ما لا وجود له في الخارج وإنما لم أذكر منه شيئا لأني اقتصرت على من ذكره بعض من صنف في الصحابة إلا نادرا §

الصفحة 174