كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 3)

<194> شجاع بن الحارث السدوسي روى بن أبي خيثمة وعبد بن حميد في التفسير وأبو مسلم الكجي كلهم من طريق العباس بن خليس عن عكرمة قال أن هذه الآية في النساء والمحصنات من النساء نزلت في امرأة يقال لها معاذة كانت تحت شيخ من بني سدوس يقال له شجاع بن الحارس وكان معه ضرة لها ولدت لشجاع أولادا وأن شجاعا انطلق يمير أهله من هجر فمر بمعاذة بن عم لها فقالت له احملني إلى أهلي فرجع الشيخ فلم يجدها فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه وأنشده يا ملك الناس وديان العرب الأبيات فقال انطلقوا فإن وجدتم الرجل كشف لها ثوبا فارجموها وإلا فردوا إلى الشيخ امرأته قال فانطلق بن ضرتها مالك بن شجاع بن الحارث فجاء بها فلما أشرف على الحي استقبلته أم مالك ترميها بالحجارة وتقول لابنها يا ضار أمه قال فلما نزلت معاذة واطمأنت جعل شجاع يقول لعمري ما حبي معاذة بالذي يغيره الواشي ولا قدم العهد قلت وقد وقع نحو ذلك للأعشى المازني كما تقدم في الهمزة شجاع بن وهب ويقال بن أبي وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي ذكره بن إسحاق في السابقين الأولين وفيمن هاجر إلى الحبشة وفيمن شهد بدرا وكذا ذكره موسى بن عقبة وابن الكلبي وعروة وقال بن أبي حاتم شجاع بن وهب أخو عقبة من المهاجرين الأولين وروى الطبراني من حديث المسور بن مخرمة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب الأسدي إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني وذكر بن سعد عن الواقدي بأسانيده أنه بعثه إلى الحارث بن أبي شمر وروى بن وهب عن يونس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن شجاع بن وهب أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى جبلة وكذا قال الواقدي عن شمر عن الزهري ورواه بن منده من طريق بريدة بن الحصيب نحوه وقال بن سعد وابن الكلبي وغيرهما استشهد باليمامة وكنيته أبو وهب شجرة النصري بالنون شهد حنينا مع هوازن فلما انهزموا جاء فأسلم وقال للمسلمين أين الخيل البلق والرجال الذين عليهم الثياب البيض ما كنا نراكم فيهم إلا كالشامة قالوا تلك الملائكة ذكره الأموي في مغازيه واستدركه بن فتحون شجرة الكندي ذكره يحيى بن منده مستدركا على جده وقال سعيد بن يعقوب الأصبهاني لا أدري له صحبة أم لا وروى أحمد بن يونس الضبي من طريق خالد بن طهمان عن شجرة الكندي قال شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فأثنى الناس عليها خيرا فجلس وهو يدفن فأتاه جبريل فقال إن هذا الرجل ليس كما اثنوا عليه وإن الله قبل شهادتهم وغفر له ما لا يعلمون §

الصفحة 194