كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 3)

<242> ثوى في قريش بضع عشرة حجة يذكر لو يلقى صديقا مواتيا وأخرج الحاكم من طريق عيينة عن عمرو بن دينار قال قلت لعروة كم لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال عشر سنين قلت فابن عباس يقول لبث بضع عشرة حجة قال إنما أخذه من قول الشاعر قال بن عيينة سمعت عجوزا من الأنصار تقول رأيت بن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس يتعلم منه هذه الأبيات قال بن إسحاق وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير كان أبو قيس صرمة ترهب في الجاهلية واغتسل من الجنابة وهم بالنصرانية ثم أمسك فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم وكان قوالا بالحق وله شعر حسن وكان لا يدخل بيتا فيه جنب ولا حائض وكان معظما في قومه إلى أن أدرك الإسلام شيخا كبيرا وكان يقول شعرا حسنا فمنه يقول أبو قيس وأصبح غاديا ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا أوصيكم بالبر والخير والتقى وإن كنتم أهل الرياسة فاعدلوا وإن أنتم أمعرتم فتعففوا وإن كان فضل الخير فيكم فأفضلوا وقال المرزباني عاش أبو قيس عشرين ومائة سنة قال بن إسحاق وهو الذي نزلت فيه وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ووصل ذلك أبو العباس السراج من طريق بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة قلت واسم الذي نزل فيه اختلف فيه اختلافا كثيرا كما سأبينه في الذي بعده وقال المرزباني أبو قيس صرمة بن أنس بن قيس بن مالك عاش نحوا من عشرين ومائة سنة وأدرك الإسلام فأسلم وهو شيخ كبير وهو القائل بدا لي أني عشت تسعين حجة وعشرا ولي ما بعدها وثمانيا فلم ألفها لما مضت وعددتها يحسنها في الدهر إلا لياليا صرمة بن مالك الأنصاري ذكره بن شاهين وابن قانع في الصحابة وأخرج من طريق هشيم بن حصين عبد الرحمن بن أبي ليلى أن رجلا من الأنصار يقال له صرمة بن مالك وكان شيخا كبيرا فجاء أهله عشاء وهو صائم وكانوا إذا نام أحدهم قبل أن يفطر لم يأكل إلى مثلها والمرأة إذا نامت لم يكن لزوجها أن يأتيها حتى مثلها فلما جاء صرمة إلى أهله دعا بعشائه فقالوا أمهل حتى نجعل لك سخنا تفطر عليه فوضع الشيخ رأسه فنام فجاءوا بطعامه فقال قد كنت نمت فلم يطعم فبات ليلته يتقلق بطنا لظهر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزلت هذه الآية وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم فرخص لهم أن يأكلوا الليل كله من أوله إلى آخره ثم ذكر قصة عمر في نزول قوله تعالى أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم وهذا مرسل صحيح الإسناد كذلك أخرجه عبد بن حميد في التفسير عن عمرو بن عوف عن هشيم وأخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن إدريس كذلك وأخرجه بن شاهين أيضا من طريق المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال أحل صيام ثلاثة أحوال فذكر الحديث وفيه وكانوا إذا صاموا فناموا قبل أن يفطروا لم يحل لهم الطعام ولا النكاح §

الصفحة 242