كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 3)

<270> امرأة جميلة فسأل ضرار أصحابه أن يهبوها له ففعلوا فوطئها ثم ندم فذكر ذلك لخالد فقال قد طيبتها لك فقال لا حتى تكتب إلى عمر فكتب ارضخه بالحجارة فجاء الكتاب وقد مات فقال خالد ما كان الله ليخزي ضرارا ويقال إنه الذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد بن الوليد ويقال إنه ممن شرب الخمر مع أبي جندب فكتب فيهم أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر فكتب إليه ادعهم فسائلهم فإن قالوا إنها حلال فاقتلهم وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ففعل فقالوا إنها حرام وقال البخاري في تاريخه عقب قول موسى بن عقبة إن ضرار بن الأزور استشهد في خلافة أبي بكر وهم وإنما هو ضرار بن الخطاب ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري قال بن حبان له صحبة وكان فارسا شاعرا وكان أبوه رئيس بني فهر في زمانه قاله الزبيري قال وكان ضرار من الفرسان ولم يكن في قريش أشعر منه وبعده بن الزبعري وقال بن سعد كان قاتل مع المسلمين في الوقائع أشد القتال وكان يقول زوجت عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالحور العين وله ذكر في أحد والخندق ثم أسلم في الفتح وقتل باليمامة شهيدا وقال الخطيب بل عاش إلى أن حضر فتح المدائن ونزل الشام وقال بن منده في ترجمته له ذكر وليس له حديث وحكى عنه عمر بن الخطاب وتعقبه أبو نعيم بأنه لم يذكره أحد في الصحابة ولا فيمن أسلم وتعقبه بن عساكر بأن الصواب مع بن منده وروى الذهلي في الزهريات من حديث الزهري عن السائب بن يزيد قال بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق مكة إذ قال عبد الرحمن لرباح بن المعترف غننا فقال له عمر إن كنت آخذا فعليك بشعر ضرار بن الخطاب وقال أبو عبيدة كان الذي شهر وفاء أم جميل الدوسية من رهط أبي هريرة أن هشام بن الوليد بن المغيرة قتل أبا أزيهر الدوسي وكان صهر أبي سفيان فبلغ ذلك قومه فوثبوا على ضرار بن الخطاب ليقتلوه فسعى فدخل بيت أم جميل فعاذ بها فرآه رجل فلحقه فضربه فوقع ذباب السيف على الباب وقامت أم جميل في وجوههم ونادت في قومها فمنعوه فلما قام عمر ظنت أنه أخوه فأتته فلما انتسب عرف القصة فقالت لست بأخيه إلا في الإسلام وهو غاز وقد عرفنا منتك عليه فأعطاها على أنها ابنة سبيل فهذا صريح في إسلامه فلا معنى لتعقب أبي نعيم وذكر الزبير بن بكار أن التي أجارت ضرار أم غيلان الدوسية وفيها يقول ضرار جزى الله عني أم غيلان صالحا ونسوتها إذ هن شعث عواطل وعوفا جزاه الله خيرا فماوني وما بردت منه لدي المفاصل قال وعوف ولدها وأنشد الزبير لضرار بن الخطاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يا نبي الهدى إليك لجا حي قريش ولات حين لجاء حين ضاقت عليهم سعة الأرض وعاداهم إله السماء والتقت حلقتا البطان على القوم ونودوا بالصيلم الصلعاء إن سعدا يريد قاصمة الظهر بأهل الحجون والبطحاء الأبيات §

الصفحة 270