كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 3)

<53> في التابعين وذكر الواقدي وسيف بن عمر أنه كان خليعا في الجاهلية أي لصا كثير الغازة وأنه كان يسبق الفرس عدوا على رجليه ثم أسلم وحسن إسلامه وأمره عمر على جيش وسيره إلى فارس سنة ثلاث وعشرين فوقع في خاطر عمر وهو يخطب يوم الجمعة أن الجيش المذكور لاقى العدو وهم في بطن واد وقد هموا بالهزيمة وبالقرب منهم جبل فقال في أثناء خطبته يا سارية الجبل الجبل ورفع صوته فألقاه الله في سمع سارية فانحاز بالناس إلى الجبل وقاتلوا العدو من جانب واحد ففتح الله عليهم قلت هكذا أخرج القصة الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر وأخرجها سيف مطولة عن أبي عثمان وأبي عمرو بن العلاء عن رجل من بني مازن فذكرها مطولة وأخرجها البيهقي في الدلائل واللالكائي في شرح السنة والزين عاقولي في فوائده وابن الأعرابي في كرمات الأولياء من طريق بن وهب عن يحيى بن أيوب عن بن عجلان عن نافع عن بن عمر قال وجه عمر جيشا ورأس عليهم رجلا يدعى سارية فبينما عمر يخطب جعل ينادي يا سارية الجبل ثلاثا ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر فقال يا أمير المؤمنين هزمنا فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي يا سارية الجبل ثلاثا فأسندنا ظهرنا إلى الجبل فهزمهم الله تعالى قال قيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك وهكذا ذكره حرملة في جمعة لحديث بن وهب وهو إسناده حسن وقد تقدم إنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة وروى بن مردوية من طريق ميمون بن مهران عن بن عمر عن أبيه أنه كان يخطب يوم الجمعة فعرض في خطبته أن قال يا سارية الجبل من استرعى الذئب ظلم فالتفت الناس بعضهم إلى بعض فقال لهم علي ليخرجن مما قال فلما فرغ سألوه فقال وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا وأنهم يمرون بجبل فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجه واحد وإن جاوزوا هلكوا فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه قال فجاء البشير بعد شهر فذكر إنهم سمعوا صوت عمر في ذلك اليوم قال فعدلنا إلى الجبل ففتح الله علينا وقال خليفة افتتح سارية أصبهان صلحا وعنوة فيما يقال ساعدة بن محصن ذكره بن منده ولم يخرج له شيئا وإنما قال ذكره البخاري في الصحابة وتبعه أبو نعيم على ذلك وجوز بن الأثير أن يكون ساعدة بن محيصة الآتي في القسم الرابع ساعدة ويقال ساعدة بن هلوات المازني تقدم ذكره في ترجمة ابنه أسمر بن ساعدة ساعة التميمي العنبري ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه تقدم ذكره في ترجمة أوفى بن مولة وأفرده الذهبي فقال ساعد غير منسوب أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم بئرا في المعلاة كذا ذكره بلا هاء ساعدة الهذلي أبو عبد الله قال أبو عمر في صحبته نظر وروى أبو نعيم في الدلائل من طريق عبد الله بن يزيد الهذلي عن عبد الله بن ساعدة الهذلي عن أبيه قال كنا عند صنمنا سواع وقد جلبنا إليه غنما لنا مائتي شاة قد أصابها جرب فأدنيتها منه أطلب بركته فسمعت مناديا من جوف الصيم ينادي ذهب كيد الجن ورمينا بالشهب لنبي اسمه أحمد قال فصرفت وجه غنمي منحدرا إلى أهلي §

الصفحة 53