كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 3)

<56> في خلافة عثمان غلاما شابا وأخرج إسحاق والحسن بن سفيان والطبري وابن منده من طريق بقية عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطاة عن فضيل بن عمرو عن سالم بن وابصة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا أن شر السباع الأثعل أي الثعلب وهذا إسناد ضعيف جدا وقد أخرجه البغوي من طريق آخر عن بقية فقال عن سالم بن وابصة وكذلك رواه محمد بن شعيب عن مبشر بن عبيد وهذا يدل على أنه وقع في الإسناد الأول تصحيف وأنه عن سالم عن وابصة لا سالم بن وابصة فظهر أنه سالم بن وابصة بن معبد وهو تابعي كما تقدم من حكاية أبي زرعة أنه كان في خلافة عثمان شابا لأن مولده يكون في خلافة عثمان أو في خلافة عمر وقد ذكره المرزباني في معجمه فقال سالم بن وابصة بن معبد الأسدي ويقال اسم جده عتبة بن كعب وساق نسبه إلى أسد بن خزيمة لأبيه وابصة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان سالم شاعرا مسلما متدينا عفيفا ولي الرقة عن محمد بن مروان والله أعلم سالم الحجام قال أبو عمر سالم رجل من الصحابة حجم النبي صلى الله عليه وسلم وشرب دم المحجمة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما علمت أن الدم كله حرام انتهى وقال بن منده يقال هو أبو هند ويقال اسم أبي هند سنان ثم أخرج من طريق يوسف بن صهيب حدثنا أبو الجحاف عن سالم قال حجمت النبي صلى الله عليه وسلم فلما وليت المحجمة منه شربته فذكر الحديث سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أحد السابقين الأولين قال البخاري مولاته امرأة من الأنصار وقال بن حبان يقال لها ليلى ويقال ثبيتة بنت يعار وكانت امرأة أبي حذيفة وبهذا جزم بن سعد وقال بن شاهين سمعت بن أبي داود يقول هو سالم بن معقل وكان مولى امرأة من الأنصار يقال لها فاطمة بنت يعار أعتقه سائبة فوالى أبا حذيفة وسيأتي في ترجمة وديعة أن اسمها سلمى وزعم بن منده أنه سالم بن عبيد بن ربيعة وتعقبه أبو نعيم فأجاد وإنما هو مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة فوقع فيه سقط وتصحيف وقال بن أبي حاتم لا أعلم روى عنه شيء قلت بل روى عنه حديثان أحدهما عند البغوي من طريق عبدة بن أبي لبابة قال بلغني عن سالم مولى أبي حذيفة قال كانت لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة فقعدت في المسجد أنتظر فخرج فقمت إليه فوجدته قد كبر فقعدت قريبا منه فقرأ البقرة ثم النساء والمائدة والأنعام ثم ركع ثانيهما عند سمويه في السادس من فوائده وعند بن شاهين من طريق عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير حدثني شيخ من الأنصار عن سالم مولى أبي حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثل جبال تهامة فيجعل الله أعمالهم هباء كانوا يصلون ويصومون ولكن إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا إليه وأخرجه بن منده من طريق عطاء بن أبي رباح عن سالم نحوه وفي السندين جميع ضعف وانقطاع فيحمل كلام بن أبي حاتم على أنه لم يصح عنه شيء وكان أبو حذيفة قد تبناه كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فكان أبو حذيفة يرى أنه ابنه فأنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة فلما انزل الله ادعوهم لآبائهم رد كل §

الصفحة 56