كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 3)

<6> أقام على عهد النبي وهديه حواريه والقول بالفعل يعدل إلى أن قال فما مثله فيهم ولا كان قبله وليس يكون الدهر ما دام يذبل روى الزبير بن بكار من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال سألت الزبير عن قلة حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كان بيني وبينه من الرحم والقرابة ما قد علمت ولكني سمعته يقول من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار وأخرجه البخاري من وجه آخر عن عروة قال قاتل الزبير وهو غلام بمكة رجلا فكسر يده فمر بالرجال محمولا على صفية فسألته عنه فقيل لها فقالت كيف رأيت زبرا أقطا وتمرا أو مشمعلا صقرا أخرجه بن سعد وعن عروة وابن المسيب قال أول رجل سل سيفه في الله الزبير وذلك أن الشيطان نفخ نفخة فقال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة أخرجه الزبير بن بكار من الوجهين وفي رواية بن المسيب فقيل قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج الزبير متجردا بالسيف صلتا وروى بن سعد بإسناد صحيح عن هشام عن أبيه قال كانت على الزبير عمامة صفراء معتجرا بها يوم بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الملائكة نزلت على سيماء الزبير وروى الطبراني من طريق أبي المليح عن أبيه نحوه ومن حديث عروة عن بن الزبير قال لي الزبير قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فداك أبي وأمي وعن عروة كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف كنت أدخل أصابعي فيها ثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك وروى البخاري عن عائشة أنها قالت لعروة كان أبوك من الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح تريد أبا بكر والزبير وروى أيضا عن جابر قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يوم بني قريظة من يأتيني بخبر القوم فانتدب الزبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير وروى أحمد من طريق عاصم عن زر قال قيل لعلي إن قاتل الزبير بالباب قال ليدخل قاتل بن صفية النار سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن لكل نبي حواريا وإن حواريي الزبير وروى هذا المتن بن عدي من حديث أبي موسى الأشعري وروى أبو يعلي أن بن عمر سمع رجلا يقول أنا بن الحواري فقال إن كنت من ولد الزبير وإلا فلا وروى يعقوب بن سفيان عن مطيع بن الأسود أنه أوصى إلى الزبير فأبى فقال أسألك بالله والرحم إلا ما قبلت فأنى سمعت عمر يقول إن الزبير ركن من أركان الدين وروى الحميدي في النوادر أنه أوصى إليه عثمان والمقداد وابن مسعود وابن عوف وغيرهم فكان يحفظ أموالهم وينفق على أولادهم من ماله وزاد الزبير بن فكار ومطيع بن الأسود وأبو العاص بن الربيع وروى يعقوب بن سفيان أن الزبير كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فكان لا يدخل بيته منها شيئا يتصدق به كله وقصته في وفاء دينه وفيما وقع في تركته من البركة مذكور في كتاب الخمس من صحيح البخاري بطولها وكان قتل الزبير بعد أن انصرف يوم الجمل بعد أن ذكره علي فروى أبو يعلى من طريق أبي جرو المازني قال شهدت عليا والزبير توافيا يوم الجمل فقال له علي أنشدك الله أسمعت رسول §

الصفحة 6