كتاب الجامع المسند الصحيح (اسم الجزء: 4)
فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأنصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الأنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأنصَارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأنصَارَ، وَأبنَاءَ الأنصَارِ، وَأبنَاءَ أبنَاءِ الأنصَارِ» قَالَ: فَبكَى القَوْمُ، حَتَّى أخْضَلُوا لحَاهُمْ، وَقَالُوا: رَضِينَا بِرَسُولِ الله قِسْمًا وَحَظًّا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَتَفَرَّقُوا.
أخرجه ابن أبي شيبة (٣٣٠١٨)، وأحمد (١١٧٥٣)، وأبو يعلى (١٠٩٢).
٣٠٥٥ - [ح] سُلَيمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ: «لَا يَبْغُضُ الأنصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ».
أخرجه الطيالسي (٢٢٩٦)، وابن أبي شيبة (٣٣٠٤٠)، وأحمد (١١٣٢٠)، ومسلم (١٥١)، وأبو يعلى (١٠٠٧).
٣٠٥٦ - [ح] وُهَيْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبِي إِسْحَاقَ، أنَّهُ حَدَّثَ عَنْ أبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى المَهْرِيِّ، أنَّهُ أصَابَهُمْ بِالمَدِينَةِ جَهْدٌ وَشِدَّةٌ، وَأنَّهُ أتى أبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي كَثِيرُ العِيَالِ، وَقَدْ أصَابَتْنَا شِدَّةٌ، فَأرَدْتُ أنْ أنْقُلَ عِيَالِي إِلَى بَعْضِ الرِّيفِ، فَقَالَ أبو سَعِيدٍ: لَا تَفْعَل، الزَمِ المَدِينَةَ، فَإِنَّا خَرَجْنَا مَعَ نَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم - أظُنُّ أنَّهُ قَالَ - حَتَّى قَدِمْنَا عُسْفَانَ، فَأقَامَ بِهَا لَيَالِيَ، فَقَالَ النَّاسُ: وَاللهِ مَا نَحْنُ هَا هُنَا فِي شَيْءٍ، وَإِنَّ عِيَالَنا لَخُلُوفٌ مَا نَأمَنُ عَلَيْهِمْ.
فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَني مِنْ حَدِيثِكُمْ؟ » مَا أدْرِي - كَيْفَ قَالَ - «وَالَّذِي أحْلِفُ بِهِ - أوْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - لَقَدْ هَمَمْتُ - أوْ إِنْ شِئْتُمْ لَا أدْرِي أيَّتَهُما قَالَ - لآمُرَنَّ بِنَاقَتي تُرْحَلُ، ثُمَّ لَا أحُلُّ لهَا عُقْدَةً حَتَّى أقْدَمَ
الصفحة 145