كتاب إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

ابن عبدان فبالفصل وكذا الحكم في "أئنك لمن، أئفكا" إلا أن ابن بليمة وابن شريح في جماعة ذكروا الفصل فيهما عن هشام من طريق الحلواني بلا خلاف فيهما من السبعة، وعن الحسن "وَصَدَقَ" بتخفيف الدال المرسلون رفعا بالواو فاعلا به، وقرأ "المخلصين" بفتح اللام نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف "وأبدل" همز "بكأس" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر, ولم يبدلها ورش من طريقيه.
وأمال "للشاربين" ابن ذكوان من طريق الصوري وفتحها من طريق الأخفش كالباقين.
واختلف في "ينزفون" [الآية: 47] هنا و [الواقعة الآية: 19] فحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وكسر الزاي في الموضعين من أنزف الرجل ذهب عقله من السكر أو نفد شرابه، وافقهم الأعمش، وقرأ عاصم كذلك في الواقعة فقط للأثر، والباقون بضم الياء وفتح الزاي فيهما من نزف الرجل ثلاثيا مبنيا للمفعول بمعنى سكر وذهب عقله أيضا, أو من قولهم نزفت الركية نزحت ماءها أي: لا تذهب خمورهم بل هي باقية أبدا وبه قرأ عاصم هنا، وقرأ "أئذا متنا، أئنا لمدينون" [الآية: 36] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني نافع والكسائي ويعقوب، وقرأ ابن عامر وأبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما والمستفهم على أصله, فقالون أبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل والفصل وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل، والباقون بالتحقيق بلا فصل إلا أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل، وعن ابن محيصن "مطلعون" بسكون الطاء "فأطلع" بقطع الهمزة مضمومة وسكون الطاء وكسر اللام مبنيا للمفعول, وأما حكم إمالة "فرآه" فسبق قريبا أول فاطر عند فرآه حسنا وأثبت الياء وصلا في "لتردين" ورش وفي الحالين يعقوب "ويوقف" لحمزة على "رءوس" بالتسهيل بين بين وبالحذف وهو الأولى عند الآخذين بالرسم وعلى "مالئون" بثلاثة أوجه التسهيل كالواو والحذف مع ضم اللام وإبدال الهمزة ياء, وغير ذلك لا يصح كما مر قريبا في متكؤون بيس، وقرأ بحذفها مع ضم اللام كالوجه الثاني أبو جعفر وأدغم دال و"لقد ضل" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ومر حكم "المخلصين" آنفا وآمال "نادينا" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وأدغم ذال "إذ جاء" أبو عمرو وهشام, وتقدم قريبا حكم "أئفكا" واختلف في "يَزِفُّون" [الآية: 94] فحمزة الياء من أزف الظليم وهو ذكر النعام دخل في الزفيف وهو الإسراع فالهمزة ليست للتعدية وافقه الأعمش، والباقون بفتحها من زف الظليم عدا بسرعة وأثبت الياء في "سيهدين" في الحالين يعقوب، وقرأ "يا بني" بفتح الياء حفص ومر بهود "وفتح" ياءي "إِنِّي أَرَى، أَنِّي أَذْبَحُك" نافع وابن كثير وأبو عمر وأبو جعفر.
واختلف في "مَاذَا تَرَى" [الآية: 102] فحمزة والكسائي وخلف بضم التاء وكسر

الصفحة 473