كتاب إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الفاء1، وقرأ ابن عامر ويعقوب كذلك لكن بنصب الفاء2 على إضمار أن، وقرأ عاصم بالألف وتخفيف العين ونصب الفاء كما مر بالبقرة3.
وأمال "تَرَى الْمُؤْمِنِين" [الآية: 12] وصلا السوسي بخلفه، وقرأ الباقون بالفتح وبه قرأ السوسي في وجهه الثاني, وأماله وقفا أبو عمرو وحمزة والكسائي, وكذا خلف وابن ذكوان من طريق الصوري, ووافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل, واختلف في "انْظُرُونَا" [الآية: 13] فحمزة بقطع الهمزة المفتوحة في الحالين وكسر الظاء4 من الإنظار أي: أمهلونا، وافقه المطوعي، والباقون بوصل الهمزة وضم الظاء من نظر بمعنى انتظر كالقراءة الأولى, وذلك أنه يسرع بالخلص إلى الجنة على نجب فيقول المنافقون انتظرونا؛ لأنا مشاة ولا نستطيع لحوقكم, ويجوز أن يكون من النظر وهو الإبصار وأشم "قيل" هشام والكسائي ورويس.
وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة بخلفه وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو من روايتيه كما مر, وأن قصر الخلاف في الطيبة على الدوري.
وقرأ "الأماني" [الآية: 14] بتخفيف الياء مع سكونها أبو جعفر, وتقدم اتفاقهم على فتح حتى وأسقط الأولى "من جاء أمر" قالون والبزي وأبو عمرو ورويس بخلفه وسهل ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس في ثانية, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد وكذا قنبل وله ثالث إسقاط الأولى كالبزي، والباقون بتحقيقهما.
واختلف في "لا يُؤْخَذ" [الآية: 15] فابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالتاء من فوق لتأنيث فاعله لفظا، وافقهم الحسن، والباقون بالياء من تحت لكونه مجازيا، وعن الحسن "ألما يأن" بفتح الميم مشددة وبعدها ألف.
واختلف في "وَمَا نَزَل" [الآية: 16] فنافع وحفص ورويس من طريق أبي الطيب عن التمار عنه بتخفيف الزاي ثلاثيا لازما مبنيا للفاعل وهو الضمير العائد لما الموصولة، والباقون بتشديدها5 معدى بالتضعيف مسندا لضمير اسم الله تعالى، وعن الأعمش بضم النون وكسر الزاي مشددة مبنيا للمفعول.
واختلف في "وَلا يَكُونُوا" [الآية: 16] فرويس بالتاء من فوق على الخطاب للالتفات، والباقون بياء الغيب على السياق, وتقدم الخلف عن الأزرق في تغليظ لام "فطال" للفصل بالألف وإن رجح التغليظ كما في النشر.
__________
1 أي: "فيُضَعّفُه". [أ] .
2 أي: "فيُضَعّفَه". [أ] .
3 انظر ص: "166". [أ] .
4 أي: "أنظرونا". [أ] .
5 أي: "ما نَزَّل". [أ] .

الصفحة 533