كتاب إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الأعمش وجه آخر رفعهما بلا تنوين على إضمار مبتدأ أي: هي، وقرأ ابن كثير وخلف عن نفسه بالتنوين في الأول وبدونه في الثاني مناسبة لرءوس الآي في الأول, ووقفا بالألف في الأول وبدونها في الثاني، وافقهما ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحفص وروح بغير تنوين فيهما, ووقفوا على الأول بالألف لكونه رأس آية بخلف عن روح في الوقف, وعلى الثاني بدونها إلا هشاما فاختلف عنه في الثاني من حيث الوقف من طريق الحلواني فوقف عليه بالألف عنه المغاربة وبدونها عنه المشارقة، وافقهم اليزيدي، وقرأ حمزة ورويس بغير تنوين فيهما أيضا ووقفا بغير ألف فيهما ومر ضم هاء "عليهم" لحمزة ويعقوب, ويوقف لحمزة على "لؤلؤا" بوجه واحد وهو إبدال الأولى واوا ساكنة والثانية واوا مفتوحة، وافقه في الأولى أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر ويوقف لرويس على ثم بهاء السكت بخلفه.
واختلف في "عَالِيَهُم" [الآية: 21] فنافع وحمزة وأبو جعفر بسكون الياء1 خبر مقدم وثياب مبتدأ مؤخر، وافقهم ابن محيصن والحسن، وعن المطوعي كذلك مع ضم الهاء، والباقون بفتح الياء وضم الهاء على أنه حال من الضمير المجرور في عليهم أو من مفعول حسبتهم أو على الظرفية خبرا مقدما لثياب كأنه قيل فوقيهم.
واختلف في "خُضْرُ وَإِسْتَبْرَقُ" [الآية: 21] فنافع وحفص بالرفع فيهما فرفع "خُضْرُ" على النعت لثياب "وَإِسْتَبْرَقُ" نسقا على ثياب على حذف مضاف أي: وثياب إستبرق، وافقهما الحسن لكنه بغير تنوين في إستبرق وهمزة القطع، وقرأ ابن كثير وأبو بكر بخفض الأول ورفع الثاني2 فخضر نعت لسندس وفيه وصف المفرد بالجمع وأجازه الأخفش وأجيب عنه بأنه اسم جنس, وقيل جمع لسندسه واسم الجنس يوصف بالجمع قال تعالى: السحاب الثقال, "وإستبرق" نسق على ثياب على ما مر، وافقهما ابن محيصن إلا أنه لم ينونه وعنه بخلف وصل همزة القطع، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب برفع الأول وخفض الثاني3 فخضر نعت لثياب وإستبرق نسق على سندس أي: ثياب خضر من سندس ومن إستبرق، وافقهم اليزيدي، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بخفضهما4 فخضر نعت لسندس على ما مر, وإستبرق نسق على سندس، وافقهم الأعمش.
واختلف في "وما تشاؤن" [الآية: 30] هنا فابن كثير وأبو عمر وابن عامر بخلف عنه من روايتيه بالياء من تحت، وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي، والباقون بالتاء من فوق, والوجهان صحيحان عن ابن عامر من روايتي هشام وابن ذكوان كما في النشر أي: من طريقي كل منهما كما يفهم منه وخرج موضع التكوير المتفق على الخطاب فيه.
المرسوم في كل الرسوم "سلاسل وكانت قواريرا" بألف مكان التنوين, واختلفوا في "قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّة" ففي بعضها بألف وفي بعضها بدونها، واتفقوا على حذف ألف "عليهم".
__________
1أي: "عليهم". [أ] .
2 أي: "خضرٍ وإستبرقٌ" [أ] .
3 أي: "خضرٌ، وإستبرقٍ". [أ] .
4 أي: "خضر وإستبرقٍ". [أ] .

الصفحة 566