كتاب الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي (اسم الجزء: 3)

§عِصَامٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُحَمَّدٌ بَنُو يُوسُفَ الْبَلْخِيِّ
§فَأَمَّا عِصَامٌ سَمِعَ شُعْبَةَ، وَالْحَمَّادَيْنِ، وَالثَّوْرِيَّ، وَإِسْرَائِيلَ بْنَ يُونُسَ، وَغَيْرَهُمْ، وَهُوَ مَشْهُورٌ، لَكِنَّ الْبُخَارِيَّ لَمْ يُخَرِّجْهُ فِي التَّارِيخِ، وَلَا فِي الصَّحِيحِ، وَهُوَ صَدُوقٌ، سَمِعَ مِنْهُ الْقُدَمَاءُ أَبُو شِهَابٍ مَعْمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَقْرَانُهُ، وَلَا يَرْوِي حَدِيثًا يُنْكَرُ، وَرَأْيُهُ رَأْي الْكُوفِيِّينَ
§وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ سَمِعَ بِالْعِرَاقِ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، وَابْنَ عُيَيْنَةَ، بِمَكَّةَ، وَغَيْرَهُمَا وَهُوَ كَبِيرُ الْمَحِلِّ عِنْدَ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ، دَخَلَ عَلَى مَالِكٍ يَسْمَعُ مِنْهُ، وَقُتَيْبَةُ حَاضِرٌ، فَقَالَ لِمَالِكٍ: إِنَّ هَذَا يَرَى الْإِرْجَاءَ، فَأَمَرَ أَنْ يُقَامَ مِنَ الْمَجْلِسِ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ مَالِكٍ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْمُسْكِرِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلَّ خَمْرٍ حَرَامٌ» وَرَوَى هَذَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمْ مَنْ يُوقِفُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُسْنِدُهُ، وَالصَّحِيحُ الْمَوْقُوفُ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، وَوَقَعَ لَهُ بِهَذَا مَعَ قُتَيْبَةَ عَدَاوَةٌ، فَأَخْرَجَهُ مِنْ بَلْخَ فَنَزَلَ بَغْلَانَ، وَكَانَ -[938]- بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ وَأَخُوهُمَا:

الصفحة 937