كتاب أصول الفقه - ابن مفلح (اسم الجزء: 2)

قال الآمدي (١) وغيره: السنة أقرب الطرق إِلى كون الإِجماع حجة قاطعة.
فإِن قيل: آحاد.
سلمنا التواتر، لكن يحتمل أنه أراد عصمتهم عن الكفر بلا تأويل وشبهة، أو عن الخطأ في الشهادة في الآخرة، أو فيما يوافق المتواتر (٢)، ويحتمل أنه أراد كل الأمة إِلى يوم القيامة.
ثم: لم يلزم أنه حجة على المجتهدين لا سيما إِن قيل: كل مجتهد مصيب.
رد: (٣) بالقطع بمجموعها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قصد تعظيم أمته وبيان (٤) عصمتها عن الخط، كالقطع بوجود حاتم الطائي (٥)، فهي متواترة معنى.
وفي كلام القاضي (٦) -وهو معنى الروضة (٧) -: لا بد لكثرتها من
---------------
=رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، ورجاله موثقون. وفي كشف الخفاء ٢/ ٢٦٣: وهو موقوف حسن، وقال ابن عبد الهادي: روي مرفوعًا عن أنس بإِسناد ساقط، والأصح وقفه على ابن مسعود.
(١) انظر: الإِحكام للآمدي ١/ ٢١٩.
(٢) في (ب) و (ظ): التواتر.
(٣) في (ح): ورد.
(٤) نهاية ٥١ ب من (ب).
(٥) هو: حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج، الشاعر الجاهلي الجواد المشهور.
انظر: الشعر والشعراء ١/ ٢٤١ تحقيق: أحمد شاكر، وتاريخ الخميس ١/ ٢٥٥.
(٦) انظر: العدة/ ١٦١ ب.
(٧) انظر: روضة الناظر/ ١٣٤.

الصفحة 387