كتاب أصول الفقه - ابن مفلح (اسم الجزء: 1)

نصف شهادة الرجل؟) قلن: بلى، قال: (فذلكن من نقصان عقلها).
متفق عليه. (١)
ولأنه إِجماع؛ لأن الناس يقولون: عقل فلان أكثر.
وذكر بعض أصحابنا (٢): أن مراد أصحابنا غير الضروري (٣)، بل الغريزي (٤)، والتجربي. (٥)
---------------
(١) ورد هذا الحديث بألفاظ متعددة، وطرق مختلفة: أخرجه البخاري في صحيحه ١/ ٦٤، ٣/ ٣٥، من حديث أبي سعيد. وأخرجه مسلم في صحيحه/ ٨٦ - ٨٧، من حديث ابن عمر، ومن حديث أبي سعيد، ومن حديث أبي هريرة.
(٢) انظر: المسودة/ ٥٥٩.
(٣) في هامش (ظ): الضروري مثل: استحالة اجتماع الضدين وكون الجسم الواحد في مكانين، فالعقلاء في هذا متساوون. قال في التمهيد: ولعمري أن العقلاء في هذا متساوون، لكن من عقله كثير يتدبر دقائق العلوم، ويتفكر في الأشياء، وليس كل الأجسام تظهر، ولا كل ضدين يعرف، وإِنما الكثير العقل يتدبر ذلك بقوى عقله. ذكره في أول الكتاب، في باب الحدود.
(٤) قال في المسودة في بيان استعمالات لفظ "العقل" ... الثاني: أنه غريزة تقذف في القلب، وهو معنى رسم المحاسبي والإمام أحمد فيما حكاه عنه الحربي، وهذا هو الذي يستعد به الإِنسان لقبول العلوم النظرية وتدبر الأمور الخفية، وهذا المعنى هو محل الفكر وأصله، وهو في القلب كالنور، وضوؤه مشرق إِلى الدماغ، ويكون ضعيفًا في مبتدأ العمر، فلا يزال يربي حتى تتم الأربعون، ثم ينتهي نماؤه، فمن الناس من يكثر ذلك النور في قلبه، ومنهم من يقل، وبهذا كان بعض الناس بليدًا، وبعضهم ذكيًا، بحسب ذلك. انظر: المسودة/ ٥٥٨ - ٥٥٩.
(٥) قال في المسودة -في بيان إِطلاقات العقل-/ ٥٥٩: الرابع: شيء يستفاد من التجارب يسمى عقلاً.

الصفحة 39