كتاب أصول الفقه - ابن مفلح (اسم الجزء: 1)

وسلّم القاضي: أن ما يدرك بالحواس لا يختلف، ولا يختلف الإِحساس، بخلاف العقل، فإِنه يختلف ما يدرك به، وهو التمييز والفكر، فلهذا اختلف. (١) قال بعض أصحابنا: (٢) "يلزم منه أن العلم الحسي ليس من العقل"، قال: (٣) "ولنا في المعرفة الإِيمانية في القلب، هل تزيد (٤) وتنقص؟ روايتان، فإِذا قيل: إِن النظري لا يختلف: فالضروري أولى [و] (٥) هذه المسألة من جنس مسألة الإِيمان، وأن الأصوب: أن القوى التي هي الإحساس (٦) وسائر العلوم والقوى تختلف".
وقاس (٧) ابن عقيل على النظري، وعلى حياة، وإِرادة، وعلم، وأمر.

ومحل العمل القلب عندصحابنا (وش)، وذكروه عن الأطباء، (٨)
---------------
(١) انظر: العدة/ ١٠٠.
(٢) و (٣) انظر: المسودة/ ٥٥٨.
(٤) في (ب) و (ح): يزيد وينقص. وانظر: المسودة/ ٥٥٨.
(٥) ما بين المعقوفتين لم يرد في (ب)، (ظ). وانظر المسودة/ ٥٥٨.
(٦) في المسودة/ ٥٥٨: الإحساسات.
(٧) انظر: الواضح ١/ ٦ ب.
(٨) في التمهيد/ ٩ ب: قال أصحابنا: إِن العقل في القلب ... وبه قال جماعة من الفلاسفة، وروى ابن شاهين عن أحمد أنه قال: محله الرأس، وبه قال جماعة الأطباء. وفي مجموع الفتاوى ٩/ ٣٠٣: " ... ولهذا قيل: إِن العقل في الدماغ، كما يقوله كثير من الأطباء". وهذا مخالف لما ذكره المؤلف من قول الأطباء وقول الفلاسفة. وفي شرح الكوكب المنير/ ٨٣ موافقة لما ذكره المؤلف.

الصفحة 40