نرد) (١) الآية (٢).
وفي البخاري: قول سعد بن عبادة (٣) -يوم فتح مكة-: "اليوم تستحل الكعبة". فقال - عليه السلام -: (كذب سعد) (٤).
وفي مسلم: قول عبد حاطب (٥) -وجاء يشكو حاطبًا-: "ليدخلن حاطب النار". فقال - عليه السلام -: (كذبت، لا يدخلها). (٦)
* * *
الخبر منه: معلوم صدقه، ومعلوم كذبه، وما لا يعلم واحد منهما.
فالأول: ضروري بنفسه كالمتواتر، وبغيره كخبر من وافق (٧) ضروريًا، أو نظري كخبر الله وخبر رسوله عنه وخبر الإِجماع، وخبر من ثبت بخبر
---------------
(١) سورة الأنعام: آيتا ٢٧، ٢٨: (ولو ترى إِذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون). فقد جاء الحكم بالكذب على مستقبل.
(٢) في (ب): الاديه. أقول: والمناسب: الآيتان.
(٣) هو: الصحابي سعد بن عبادة بن دُلَيْم، سيد الخزرج.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه ٥/ ١٤٦ من حديث عروة بن الزبير مرسلاً. قال ابن حجر في فتح الباري ٨/ ٦: ولم أره في شيء من الطرق عن عروة موصولاً.
(٥) هو: الصحابي حاطب بن أبي بلتعة.
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه/ ١٩٤٢ من حديث جابر، وأخرجه -أيضًا- أحمد في مسنده ٣/ ٣٤٩.
(٧) نهاية ١٢٩ من (ح).