كتاب استدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط في تأويله بعض أحاديث الصفات

وقد أثبت أئمة أهل السُّنَّة من الصحابة وتابعيهم صفة الأصابع لله تعالى، مع تنزيهه عن مشابهة خلقه أو تكييف ذلك، واسترشدوا في هذا بخبر المعصوم - صلى الله عليه وسلم -.
فعن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ قُلوبَ بني آدم كُلِّها بين إصْبَعَين من اصابع الرحمن، كقلبٍ واحدٍ، يُصَرِّفُه حيث يشاء" خَرَّجه مسلم (¬1).
وعن أنس -رضي الله عنه - أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال: "إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلِّبها كيف يشاء، أخرجه الترمذي وغيره (¬2).
¬__________
= تقدم في صدر هذه الرسالة في بحث إثبات اليد لله -سبحانه-.
(¬1) "صحيح مسلم" (2654) كتاب القدر: باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء.
(¬2) "جامع الترمذي" (2141) كتاب القدر: باب ما جاء أن القلوب بين أصبع الرحمن. ورواه ابن ماجه (3834) كتاب الدعاء: باب دعاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، وأحمد في "المسند" (3/ 112، 257). وهو في "سنن ابن ماجه" أيضًا برقم (199) في =

الصفحة 115