كتاب استدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط في تأويله بعض أحاديث الصفات

وقال الإِمام الحافظ البغوي - رحمه الله -: والأصبع المذكورة في الحديث صفةٌ من صفات الله -عَزَّ وَجَلَّ- وكذلك كُلُّ ما جاء به الكتابُ أو السُّنَّةُ من هذا القبيل في صفات الله -تعالي- كالنَّفْسِ، والوجه، والعين، واليد، والرِّجْل، والإتيان، والمجيء، والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك، والفرح، فهذه ونظائرها صفاتٌ لله -تعالى- وَرَدَ بها السمع ويجب الإيمانُ بها، وإمرارُها على ظاهرها، مُعْرِضًا فيها عن التأويل، مجتنبًا عن التشبيه، معتقدًا أنَّ الباري -سبحانه وتعالى- لا يشبهُ شيء من صفاته صفات الخَلْق، كما لا تشبه ذاتُه ذوات الخلق، قال الله -سبحانه وتعالى- {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} سورة الشورى، الآية: 11] ا. هـ (¬1).
¬__________
= وينظر -لزامًا- "كتاب التوحيد" (1/ 187 وما بعدها) للإمام. أبو بكر بن خزيمة - رحمه الله -.
(¬1) ينظر: "شرح السُّنَة" (1/ 168 - 170) ط المكتب الإِسلامي، بتحقيق: زهير الشاويش، وشعيب الأرنؤوط.

الصفحة 117