كتاب استدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط في تأويله بعض أحاديث الصفات

حول حديث: " ... من تقرَّب إليَّ شبراً تقرَّبت إليه ذراعًا ... "
سؤال:
لقد قرأت في رياض الصالحين بتصحيح (السيد) علوي المالكي، ومحمود أمين النواوي حديثًا قدسيًّا يتطرق إلى هرولة الله -سبحانه وتعالى-، والحديث مروي عن أنس -رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه -عز وجل-، قال: "إذا تقرَّب العبد إليَّ شبرًا تقرَّبت إليه ذراعًا، وإذا تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرَّبت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة" [رواه البخاري].
فقال المعلقان في تعليقهما عليه: إن هذا من التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه، فمعناه أن من أتى شيئًا من الطاعات ولو قليلاً أثابه الله بأضعافه، وأحسن إليه بالكثير، وإلاَّ فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقربٌ حسيٌّ، ولا مشي، ولا هرولة من الله -سبحانه وتعالى-، عن صفات المحدثين.

الصفحة 131