كتاب استدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط في تأويله بعض أحاديث الصفات

هذا التشبيه، وقد ذكر الله عَزَّ وَجَلَّ في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات، وفسروها على غير ما فسَّر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده! وقالوا: إن معنى اليد هنا القوة!
وقال إسحاق بن إبراهيم: إنما يكون التشبيه إذا كان يَدٌ كَيَدٍ، أو مِثْلُ يَدٍ، أو سَمْعٌ كَسَمْعٍ، أو مِثْلُ سَمْعٍ، فإذا قال: سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه، وأما إذا قال كما قال الله تعالى: يَدٌ وسَمْعٌ وبَصَرٌ، ولا يقول كيف، ولا يقول: مثل سمعٍ ولا كسمعٍ، فهذا لا يكون تشبيهًا، وهو كما قال الله تعالى في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} [سورة الشورى، الآية: 11]. ا. هـ (¬1).
¬__________
(¬1) "جامع الترمذي- مع شرحه الأحوذي لابن العربي" (3/ 165 - 166). ط بيروت. وينظر -أيضًا- "كتاب التوحيد" (1/ 118 وما بعدها) للإمام أبو بكر بن خزيمة - رحمه الله - و"مختصر الصواعق المرسلة" (ص 370) للعلَّامة ابن القيم - رحمه الله - ط دار الحديث بالقاهرة، تحقيق: سيد إبراهيم.

الصفحة 23