كتاب استدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط في تأويله بعض أحاديث الصفات

وهي المحبوبة، والمراد أن قائلها محبوب لله، ومحبة الله للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم، وخصَّ الرحمن من الأسماء الحسنى للتنبيه على سعة رحمة الله، حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل، ولما فيه من التنزيه والتحميد والتعظيم " ا. هـ.

* قلت:
وهذا النقل في معنى محبة الله للعبد تأويل غير صحيح لصفة المحبة، إذ الواجب إثبات صفة المحبة لله -تعالى- على ما يليق بجلاله سبحانه، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل، كما يقال في سائر الصفات، "وصفة المحبة قد دلَّ عليها الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة" (¬1) قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} [سورة البقرة، الآية: 222]، وقال: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [سورة المائدة، الآية: 54].
¬__________
(¬1) ينظر: "الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية" (ص 83) لشيخنا العلاَّمة زيد بن عبد العزيز الفياض - رحمه الله -. و"شرح العقيدة الطحاوية" (ص 396) لابن أبي العز الحنفي - رحمه الله - ط مؤسسة الرسالة، بتحقيق الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي، والشيخ شعيب الأرنؤوط.

الصفحة 86