11…
مقدمة الكتاب
ليس هذا الكتاب تاريخا شاملاً للمدينة المنورة يبحث عن آثارها كاملة، ويسجل تطوراتها السياسية والاجتماعية، والاقتصادية، إنما هو "فصول" من هذا التاريخ الحافل لهذه المدينة الخالدة بذاتها برحلة عبر هذا التاريخ المجيد، وحرصت على تسجيل التطورات التي حدثت في المسجد النبوي والحجرة الشريفة المطهرة، وعلى تسجيل تاريخ الأماكن الأثرية الإسلامية التي يزورها المسلمون وأتيت على موجز من قصة معركتي أحد والخندق (الأحزاب) فقد وقعتا في المدينة المنورة وكانتا من أروع وأهم وأخطر المعارك الإسلامية الحاسمة، وكان النصر فيهما نصراً حاسماً للإسلام والمسلمين. ثم انتقلت للمدينة في الوقت الحاضر فكان من أبرز معالم اليوم هذا التبدل العمراني والإنشائي والإداري والزراعي والاقتصادي الشامل.
ولقد كنت بدأت من زمن في كتابة تاريخ للمدينة، وكنت أنشر ما أكتبه تباعاً في جريدة المدينة. ولكني وجدت- عندما فرغت لأعداد هذه الفصول- أن ما ينقص تاريخ المدينة (اليوم) هو كتاب يجمع من القديم والحديث ويقدم بالكلمة والرسم والصورة فأقدمت على ذلك لعلي أقدم خدمة لهذه المدينة المعظمة الخالدة التي تمتلئ قلوب المسلمين بمحبتها وتقديسها، والحنين إليها، والتي تضم الجسد الطاهر لنبي الله وخير خلقه صلى الله عليه وسلم.
وقد توخيت تبسيط البحوث وتقريبها للقاريء، وحاولت الأخذ بالراجح من الأقوال، وعلقت على بعض ما رأيت أنه يحتاج إلى تعليق، واستطعت بمساعدة بعض الإخوان الفنيين أن أقتبس مخططا أثريا وحديثا للمدينة من الصورة الجوية الحديثة للمدينة. وأرجو بعد ذلك أن أكون قد وفقت في مهمتي والله ولي التوفيق.