كتاب فصول من تاريخ المدينة المنورة

485…
الحياة الإجتماعية والإقتصادية في المدينة في صدر الإسلام
اقتطفت ما يلي من مقالي الذي كتبته بهذا العنوان في جريدة المدينة المنورة في العدد 5998 في 20 القعدة سنة 1403هـ.
* اهدتني (تهامة) مشكورة من مطبوعاتها ومنشوراتها كتاب (الحياة الاجتماعية، والاقتصادية في المدينة المنورة في صدر الإسلام) وهو عبارة عن رسالة ماجستير للأستاذة (نورة عبد الملك بن ابراهيم آل الشيخ) .. ومثل هذا الكتاب القيم ليست مفاجأة لنا فبعد تعليم بناتنا وتعميم هذا التعليم في المدن والقرى والجبال وفي كل مكان كنا ننتظر ونتوقع نبوغهن وتفوقهن، وكنا ننتظر عطاءهن في كل مجالات الحياة.
* وكتاب الاستاذة نورة انبثق عن حوالي 137 مصدراً ومرجعاً عربياً ومترجما للعربية واجنبيا ومخطوطاً مع المكروفلم وليس من السهولة بمكان انتقاء المعلومات والأخبار من تلك المصادر وعرضها على هذا المستوى الرفيع الدقيق، ولكن الإيمان والذكاء والصبر على البحث والتحقيق والتمحيص الذي رافق نورة في كل خطواتها التأليفية لا بد أن يكون له مثل هذه الثمار.
* والدراسة التي أجرتها الأستاذة نورة عن الحياة الاجتماعية في المدينة المنورة في صدر الاسلام كانت إلى سنة 36هـ سنة 656م بعد أن نقل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عاصمة الخلافة من المدينة المنورة إلى الكوفة، وقالت المؤلفة أن الحياة الاجتماعية ظلت طوال حكم الخليفة علي بن أبي طالب حتى الدولة الأموية كما هي لأن الحياة الاجتماعية بطيئة التغيير بخلاف الحياة السياسية التي هي سريعة التغيير كما جاء ذلك في مقدمتها للكتاب.
* وبحثت في الكتاب عناصر السكان الذين كانوا في المدينة المنورة والمؤاخاة التي أجراها سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين، ثم بين الأوس والخزرج ثم بين المهاجرين والأنصار بحيث ذاب كل خلاف بينهم وانقلب إلى حب واخوة وتعاون لم يعرف له التاريخ مثيلاً، وقد كان من عطاء تلك الأخوة ذلك التعاون والتناصر والتحابب الذي شكل المجتمع…

الصفحة 485